كشف موقع "أكسيوس" في تقرير نشره فجر الخميس، تفاصيل تقرير سري لوكالة المخابرات المركزية تفاخر بخداع الكونغرس في تحقيقه بشأن أنشطة لي هارفي أوزوالد بالمكسيك قبل اغتيال الرئيس كينيدي. ويقول أحد المبلغين عن المخالفات في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي يكشف عن هويته لأول مرة، إنه رأى وثيقة سرية يتفاخر فيها مسؤول في الوكالة بتضليل المحققين في الكونغرس بشأن أنشطة لي هارفي أوزوالد في المكسيك قبل اغتيال الرئيس كينيدي.ويقول المؤرخ السابق لوكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية توماس بيرسي لوكالة "أكسيوس": "إنها خطة للتمويه على كيفية الكذب على الكونغرس والشعب الأمريكي".وأفادت الوكالة بأن وصف بيرسي لتقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية (حوالي 50 صفحة) يلقي الضوء مجددا على كيفية قيام عملاء الاستخبارات بشكل روتيني بإخفاء الحقائق والسجلات المتعلقة بمقتل كينيدي والتي لم يتم الكشف عنها للعامة بعد.وتصادف يوم السبت الذكرى الثانية والستون لاغتيال جون كينيدي، وقد تعهد الرئيس ترامب بالكشف عن جميع السجلات المتعلقة بالمأساة وفقا لقانون سجلات جون كينيدي لعام 1992.وقال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لوكالة "أكسيوس" إن الوكالة ستحاول العثور على التقرير الذي تحدث عنه بيرسي.وقال بيرسي وهو الآن خبير في تاريخ أمريكا اللاتينية وأستاذ في التاريخ بجامعة سليبيري روك في بنسلفانيا لوكالة "أكسيوس" إنه عثر على تقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية في غرفة آمنة تابعة للوكالة في عام 2009 أثناء بحثه في سياسة أمريكا اللاتينية بصفته المؤرخ المشترك لوكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية.وكان التقرير الذي جاء في ملف من ورق مانيلا، بمثابة تقييم للأضرار التي لحقت بالوكالة لتحديد مدى الضرر الذي لحق بسمعتها من قبل لجنة الاغتيالات التابعة لمجلس النواب (HCSA)، التي حققت في الاغتيال. لي هارفي أوزوالد وتضمن التقرير مذكرة من مسؤول في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والذي تفاخر في 23 أغسطس 1978، بكيفية تضليله هو واثنان آخران من الوكالة لروبرت بلاكي المستشار القانوني الرئيسي لـ HSCA.وصرح مسؤولون بأن بلاكي أراد رؤية سلسلة من ثلاثة مجلدات من الملفات التحقيقية التي تحتفظ بها الوكالة من محطة وكالة المخابرات المركزية في مدينة مكسيكو سيتي، والتي زارها أوزوالد قبل أن يقوم بقتل جون كينيدي كما يُزعم.وذكر بيرسي بأن المذكرة وثقت كيف أعطى ضباط وكالة المخابرات المركزية لبليكي نسخا مكررة من الكتب الأصلية التي أزالت الوثائق التي لم ترغب الوكالة في أن يطلع عليها الكونغرس.ولفت بيرسي إلى أن بلاكي لم يطرح أي أسئلة بعد تصفح كل الكتب لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة.وفي مذكرة، بدا أن ضابط وكالة الاستخبارات المركزية مارتن هوكينز ينتقد بلاكي ووصفه بأنه "غير فضولي" لعدم طرحه الأسئلة، بحسب ما يتذكر بيرسي.وأفاد بيرسي بأنه أثناء وجوده في مبنى وكالة المخابرات المركزية في عام 2009، دخل لفترة وجيزة إلى غرفة صغيرة مخصصة إلى حد كبير لسجلات جون كينيدي، ورأى علبة فيلم رمادية اللون مكتوب عليها إما "أوزوالد في المكسيك" أو "أوزوالد في مكسيكو سيتي".وأضاف أن تقرير المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية يتضمن أيضا إشارة إلى أربع كاميرات من نوع هاسلبلاد و2300 صورة التقطت في مدينة مكسيكو.ونفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجود أي صور أو أفلام لأوزوالد في المدينة عندما زار السفارتين الكوبية والسوفييتية قبل الاغتيال.وكانت لجنة التحقيق في اغتيال جون كينيدي هي الثانية التي تحقق في اغتيال جون كينيدي، بعد لجنة وارن.واعتبر المؤرخون مثل جيفرسون مورلي الذي أسس موقع "حقائق جون كينيدي" الإلكتروني المؤثر والذي قدم المشورة للنائبة آنا بولينا لونا (الجمهورية عن فلوريدا) في سعيها إلى مزيد من الكشف عن ملابسات وفاة جون كينيدي، أن التقارير التي أعدتها اللجنتان كانت بمثابة محاولات لتبيض الحقائق.وساعد قانون سجلات جون كينيدي لعام 1992 على تغيير فهم المؤرخين لعمق عمليات التستر التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على عملية الاغتيال، فقد نصّ القانون على الكشف الكامل عن المزيد من السجلات بحلول عام 2018، وهو هدف لم يتحقق بعد.هذا، وبعد توليه منصبه، أصدر ترامب أمرا تنفيذيا لمزيد من الإفصاح، مما أدى إلى اكتشاف المزيد من السجلات من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفقا لما ذكرته "أكسيوس".وفي يوليو اعترفت وكالة المخابرات المركزية ضمنا بأن أحد عملائها السريين جورج جوهانيدس، كان يراقب أوزوالد قبل الاغتيال، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس".ووفق المصدر ذاته، قام يوهانيدس بتضليل HSCA على وجه التحديد، وهو الأمر الذي علمه بلاكي لاحقا من خلال تقارير مورلي والإفصاحات الواردة في قانون سجلات JFK.وتساعد إحدى هذه الوثائق التي صدرت في عام 2004، في تأكيد تذكر بيرسي للمذكرة التي شاهدها لأن عنوانها يؤكد أن بلاكي قد عُرض عليه "أجزاء مطهرة من تاريخ محطة مدينة مكسيكو".وقال بيرسي "كمؤرخ، "ما أزعجني حقا هو أن المسؤولين يتفاخرون بإخفاء الحقائق وتضليل الشعب الأمريكي"، علما أن بيرسي احتفظ بقصته لنفسه، لكنه سمح لمورلي في عام 2024 بنشر ما رآه مع حماية هويته.وقال مورلي إن بيرسي أراد عدم الكشف عن هويته لأن إدارة الرئيس بايدن كانت أكثر حرصا على مقاضاة من يكشفون وثائق سرية دون تصريح.وأشارت إدارة ترامب إلى أنها أكثر أمانا للمبلغين عن المخالفات المتعلقة باغتيال جون كينيدي.وأوضح مورلي وبيرسي أن الوثيقة المعنية ينبغي أن يكون من السهل على وكالة المخابرات المركزية العثور عليها لأنها تحتوي على نظام تحديد السجلات الأبجدية الرقمية من المذكرة "المطهرة".وأكد المؤرخ جيفرسون مورلي أنه "كان ينبغي نشر هذه الوثيقة منذ وقت طويل".المصدر: "أكسيوس"