قال مصدر مطلع لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن القرار الذي تروج له الولايات المتحدة في مجلس الأمن لتطبيق خطة ترامب لليوم التالي في قطاع غزة، من المتوقع أن يتم تمريره الاثنين. وفي إطار التحضير لاعتماد القرار، أصدرت الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والإسلامية الرائدة بما في ذلك قطر ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا وباكستان وإندونيسيا، بيانا مشتركا غير عادي يوم الجمعة الماضي، أعربت فيه عن دعمها الواضح لمشروع القرار الأمريكي الجديد المطروح على مجلس الأمن الدولي.وكان البيان المشترك الذي بادرت الولايات المتحدة بصياغته، يهدف إلى خلق إجماع إقليمي واسع النطاق حول مشروع واشنطن.وفي البيان، وصفت الدول الخطوة الأمريكية بأنها "مسار عملي نحو السلام والاستقرار" في المنطقة، ويتضمن على حد تعبير البيان، "مسارا نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية".ويأتي هذا رغم مواقف كبار المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التي تؤكد استحالة قيام دولة فلسطينية.وقوبلت محاولة طرح النسخة الأمريكية الأخيرة في المجلس بمعارضة من روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو)، وهما عنصران أساسيان لأي قرار من قرارات مجلس الأمن.من جهتها، قدمت روسيا مشروع قرار بديلا حول غزة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، ينافس المشروع الأمريكي الذي يدعم خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام.ويتميز المشروع الروسي بعدم ذكر إنشاء "مجلس سلام" برئاسة ترامب أو النشر الفوري لقوة دولية، وهي النقاط الأساسية في المقترح الأمريكي.وتكتفي النسخة الروسية بالإشادة بـ"المبادرة التي أدت إلى وقف إطلاق النار" دون تسمية الرئيس الأمريكي أو الإشارة إلى "مجلس السلام".وبدلا من التفويض المباشر، يطلب المشروع الروسي من الأمين العام للأمم المتحدة "تحديد خيارات لتنفيذ أحكام" خطة السلام وتقديم تقرير "سريعا" يتضمن "خيارات لنشر قوة استقرار دولية" في غزة، مما يعكس منهجا أكثر تحفظا.وأكدت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة تقديم مشروع قرار بديل للمشروع الأمريكي بشأن تحقيق سلام مستدام في قطاع غزة، مشيرة إلى أن قرارات المجلس يجب أن تعكس الأساس القانوني الدولي.وجاء في بيان البعثة الروسية أن المشروع الأمريكي لم يأخذ في الاعتبار الأحكام الأساسية للتسوية، وخاصة صيغة الدولتين كأساس للحل الدائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأوضحت أن هذا القصور هو ما دفع روسيا لإعداد المشروع البديل.وشددت البعثة على أن مشروع قرارها "لا يتعارض مع المبادرة الأمريكية"، مشيرة إلى أن الهدف منه هو "تعديل مفهوم الولايات المتحدة لجعله متوافقا إلى أقصى حد ممكن مع قرارات الأمم المتحدة المتفق عليها منذ سنوات".وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تأخذ بعين الاعتبار صيغة "حل الدولتين" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مشروع قرارها بشأن غزة.وأضاف البيان أن الوثيقة الروسية "تسلط الضوء على الجهود الدؤوبة للوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا"، معترفة بأن "وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وتحرير الأسرى والمحتجزين ما كان ليكون ممكنا بدون هذه الجهود".وردا على هذه التطورات، حذرت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة من مخاطر عدم اعتماد مشروع القرار الذي تقدمه واشنطن، مشيرة إلى أن "لمحاولات بث الفتنة تبعات خطيرة وملموسة على الفلسطينيين في غزة". وأكدت أن "وقف إطلاق النار هش" ودعت المجلس إلى "التوحد والمضي قدما لضمان إحلال السلام".ورغم التأييد الظاهري لمبادئ خطة السلام بين أعضاء المجلس، أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن النص الأمريكي أثار عدة تساؤلات، منها غياب آلية مراقبة من جانب المجلس، ودور السلطة الفلسطينية، وتفاصيل تفويض قوة الاستقرار الدولية، مما يفسح المجال للمقترح الروسي البديل.المصدر: RT + "إسرائيل هيوم"