( تَنَاوَلَتْ الْحَلْقَةَ الْأُولَى مُقَدَّمَةٌ عَنْ الْمَدَنَتَيْن ، النَّضَّاحَتين ، الْبَاسِقِتين ، الشَّامِخُتين ، الْأَسِيرِتين .. الْفِاشر وَنِيَّالا ، وَقُلْنَا إنَّهُمَا دَرَّتْيْ تَاجِ دَارِفور ، تَقُومَان مَعًا وَتَقَعْدَان مَعًا …كَرَكْبتي بَعِيرٌ وَفَرَسِي رِهَان ، وَذَكَرْنَا مَا دَهَاهما وَدَاهَمَهُا .. أَتَتْ رِيح شَوْهَاء .. أنْشَبَتْ مَخَالِبُهَا الْمَسْمُومَةَ فِي أَحْشَاءِ الْمَدِينَتَيْن ، وَمَا دَرَى الْقَاتِلُون الْمُغْتَصَوبُون الْقَادمُون كَمَا الْوَبَاء الدَّاكن بِسُمَة الزعَاف ، أَنَّهُمْ يَدْنُسون الْمَدِينَتَيْن الطَاهِرتين ويَشْرَبُونَ مِنْ دِمَاءِ أَهْلِهَا ، لَكِنَّهُمْ أَبَدًا لَنْ يَأْخُذُوا الْأَفْئِدَة ولَا الْمَلامِح وَالتَّارِيخ والذِّكْرَيَات ، ولَنْ يَسَلبوا ويَسْرِقُوا كَحِلِّ ذَاك الْمَاض الْبُرّاق الزاهِر الزاهِي .. وَ لن يذبحوا الْمَجْد الْمُؤَثَّل .. وَ لن يُشوِهوا تلك الْوُجُوه و القلوب الْبِيضِ الراضِعة من ثديّ القمر … هَذِهِ أَوَّلًا قِصَّة الفاشر الْكَبِير )قِصَّة الْمَدِينَة الْكُبْرَى ….. الفاشر الْكَبِيروُلَدَتْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ.. الَّتِي تُشْبِهُ مَجَرَّة النُّجُوم اللَّامِعِة، فِي الْهَزِيع الْأَخِيرِ مِنْ الْقَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ، كَانَتْ قَبْلَ نَقْل السُّلْطَان عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّشِيد سُلْطَان سَلْطَنَة الْفَوْر الْعَاصِمَة إلَيْهَا ، كانت مَسِيلُ مَاءٍ وَبَرَكَة وَاسِعَة وَشَبَّه قَرْيَة وَادِعَة، اخْتَارَ السُّلْطَانُ هَذَا الْمَكَانِ ذِي الْكُثْبَانُ الرَّمْلِيَّةُ الَّتِي يَتَخَلَّلُهَا وَادِى الْفِاشر ليكون مَدِينَتَه الشَّهْبَاء، وَقَدْ بَدَتْ فِي بِوَاكِيرَها وَاحة مُخْضَرَّة وَسَط جِبَالٍ مِنْ رِمَال حَاصَرَتْهَا الْبُيُوت وَالْقَصْر السُّلْطَانِيّ وَ ومرابِط الخيلِ المطهمة و أصواتُ الصهيل ، تَوَالَتْ عَلَيْهَا الْحُقْب السُّلْطَانِيَّة، حَتَّى صَارَ لَهَا صَيِّت فِي إِفْرِيقِيَا جَنُوب الصَّحْرَاء وشمالها، إزْدَهَرَتْ تِجَارَتِهَا وَزَادَتْ سَطْوَتها وَتَأْثِيرِهَا، فَبَاتَتْ مَوْئِلاً لِلْعُلَمَاءِ مِنْ الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ وَالْقَيْرَوَان وَالزَّيْتُونَة وَتَمَبكتو وَغَرْبِيّ أَفْرِيقْيَا، وَاشْتُهِرَتْ بِمَدَارِس الْفِقْه الْمَالِكِيّ وَقَوَافِل الْحُجَّاجِ مِنْ غَرْبٍ الْقَارَّة ، تَجُوبها وتَجُولُ فِيهَا مَوَاكِب الْعُلَمَاءِ حَتَّى شَاعَ الْقَوْلُ الشَّائِعُ الذّائعُ مِنْ الْمُحِيطِ إلَى الْمُحِيطِ (مِنْ لَا يَحْفَظُ إبْنُ عَاشِرٍ لَا يَمُرُّ بِالفَاشِرْ) وَمَتْنُ إبْنُ عَاشِرٍ مِن ْأهمِ كُتُبِ الْفِقْهِ الْمَالِكِيّ الْمَشْهُورَةِ الَّتِي عَرَفَتْهَا الْمُجْتَمَعَات الْمُسْلِمَةِ فِي أَمَدِيَّة وَنَطَاقَات إنْتِشَارُ الْفِقْه الْمَالِكِيُّ فِي أَفْرِيقْيَا..ظَلَّتْ الفاشر عَاصِمَة لِكُلّ دَارِفور، وَشَهِدَتْ خِلَال حُكْمِ م( ُحَمَّدٍ عَلَى بَاشَا ) حَتَّى قِيَام الثَّوْرَة الْمَهْدِيَّة أَحْدَاثًا جسَاماً ، وَتَمّ إِرْسَاء تَقَالِيد عَرِيقَةٍ فِي الْحُكْمِ وَالْإِدَارَة مِنْ قِبَلِ سَلَاطِين السّلْطَنة، وَتُجْمَع فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَصْقَاعِ السُّودَان الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ شَمَالِ أَفْرِيقْيَا وَدَار شَنَقَيط وَالْمَغْرِبَ العربي وَالْغَرْب الْإِفْرِيقِيّ وَزَارَهَا الرَّحَّالَة الْأُورُوبِيون وَالْعَرَبُ وَمَكَثَ فِيهَا الْقَادِمِونَ مِنْ مِصْرَ وَأُورُوبَا خِلَال الْعَهْد التُّرْكِيّ- الْمِصْرِىّ، وَفِي عَهْدِ السُّلْطَانِ عَلَى دِينَارٍ 1898-1916م عَرِفْت الْمُهَاجِرِينَ إلَيْهَا مِنْ الْمَشْرِقِ الْعَرَبِيِّ مِنْ الْعِرَاقِ وَسُورِيَّا وَفِلَسْطِين و لُبنان ،ومن تُرْكِيًّا الْعُثْمَانِيَّة، وَسكّ فِيهَا عَلَى دِينَارٍ عَمِلْتُه المعدنية (رَضِينَا) وَبَنَى قَصْرِه الْمُنِيف عَلَى أَيْدِي مُهَنْدِس تُرْكِيّ وَمَعَه عِرَاقِيَّيْن، وَمِنْهَا انْطَلَق الْمَحْمِلِ إلَى الْحِجَازِ بِقِيَادَة سِيَّمَاوي وَحَمَلَ الْمَحْمَل كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ الْمَزْدَانة بِخُيُوطٍ الذَّهَبِ، وَفِيهَا أَبْرَم السُّلْطَان تَحَالُفه الشُّجَاع مَع دُوَل الْمِحْوَر فِي الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الْأُولَى مَعَ تُرْكِيًّا وَألْمَانْيَا وَحَارَب جُنُودُه مَعَهُمْ، وَعِنْدَمَا دَخَلَهَا الْجَيْشُ الْإِنْجِلِيزِيّ الْغَازِي سَنَة 1916 وَأسْتَشْهَد السُّلْطَانُ عَلَى دِينَارٍ كَانَتْ الْفِاشر آنئذٍ مَلْأَى بِالتُّجَّار مِنْ كُلِّ صُقْعٍ ،وَالْمُهَاجِرِينَ مِنْ كُلِّ مَكَان وطُلّابُ العِلمِ من كُلِ ناحِية .عاشت عَزِيزَة بِكِبْرِيَاء لَا يَخْفَت، لَمْ تَنْصَاع طِوَالُ الْعَهْد الِاسْتِعْمَارِيّ الْبَغِيض، لَا تَخْمَدُ فِيهَا ثَوْرَه ضِدّ الْمُسْتَعْمِر حَتَّى تَنْدَلع أُخْرَى، لَمْ تُرَوِّض قَطُّ وَلَمْ تَسْتَكن.. نَارٍ تَحْت الرَّمَاد..عِنْدَمَا نَشَأ التَّعْلِيم الْأَهْلِيّ فِيهَا وَكَانَ رِوَاق دَارِفور مِنْ قُرُونِ طَوِيلَة يَهَب الْمُعَلِّمِين وَالْعُلَمَاء، وُجِد التَّعْلِيم الْأَهْلِيّ الطَّرِيقُ مُمَهَّداً لِيَدْفَع تِلْكَ الرُّوحُ الْمُقَاوَمَةِ ضِدَّ الِاسْتِعْمَار، فَتَوَالت الثَّوَرَات وَالِانْتِفَاضَات وَكُلُّ إشْكَال الْمُقَاوَمَة نَالَتْ الْفِاشر شَرَفُ حَرْق الْعِلْم الْإِنْجِلِيزِيّ إمَام مَأْمُور وَمَفْتش الْفِاشر الْإِنْجِلِيزِيِّ فِي تَظَاهُرِهِ ضَخْمَة قَادَهَا الطُّلَّاب وَالتُّجَّار وَالشَّبَاب عَامّ 1952، وَظَلَّتْ تِلْكَ الْوَقْفَةَ الشَّجَاعَة هِي الجِذْوَة المُلْهَمَة لِكُلّ ثَوَار دَارِفور وبقية أرّجاء البلاد.مَعَ كَوْنِهَا عَاصِمَة دَارِفور، قَادَتْ الْفِاشر كُلُّ التَّحَرُّكِات وَالْهِبَاتِ الثَّوْرِيُّة، وَنَشَأَتْ فِيهَا كُلُّ أَنْوَاعِ الْعَمَلِ السِّيَاسِيّ وَحَرَكَاتِه، وَتَوَجت نَضَّالَاتُهَا بِانْتِفَاضِه دَارِفور الْكُبْرَى سَنَةَ 1981م ضِدّ قَرَار جَعْفَر نُمَيْرِيّ وَأَدَّتْ تِلْكَ إلَى إلْغَاءِ قَرَار رَأْسِ الدَّوْلَةِ الَّذِي أَذْعَنَ لَصَوْت دَارِفور وَعَيَّنَ أَحْمَدُ إِبْرَاهِيمَ دِرِيج حَاكِماً لِلْإِقْلِيم.كَانَتْ الْفاشر مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يوصفَ مُجْتَمَع الْفاشر بِغَيْرِ أَنَّهُ مُجْتَمَعٌ لَا مَثِيلَ لَهُ فِي السُّودَانِ، فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَنْحَدِرُون مِنْ مَنَاطِقَ السُّودَان الْأُخْرَى مِنْ شِمَالِهِ وَشَرْقِه وَشِمَالِه وَوَسَطِه، وَتَجِد بينهم الشَّوَام وَالْإِغَاريق وهؤلاء لَا هوِيِّة لَهُمْ وَلَا انْتِمَاء سِوَى لِلْفاشر الكبير، تجانس الْمُجْتَمَع و إِنْدمج فِي بَعْضِهِ، تَصَاهر وَتَزَاوج وَاخْتَلَطَتْ الدِّمَاءِ فِي الدِّمَاءِ، لَا تَجِدُ بَيْتًا وَلَا عَائِلَةً إلَّا وَكَانَ لَهَا عَصَبَة تَرْبِطُهَا بِعَاَئلات مِنْ دَارِفور، وَلَا تَجِدُ لِلْحَرَكَة السِّيَاسِيَّة وَالوَطَنِيَّة السُّودَانِيَّة بُعْداً قَوْمٌياً وَسَهْماً وَنَصَّلاً حَادًّا دُونَ أَنْ يتمُرَّ بِالفَاشر، وَلَا تَجِدْنَ أَسَاطِين الْإِدَارَة وَالتَّعْلِيم وَالطِّبِّ وَالْهَنْدَسَةِ وَالْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ وَالمُؤَسَّسَات الْعَسْكَرِيَّة، إلَّا وَمَرّوا وَعَمِلَوا بِهَا صقلُوا تجاربهم عندها ..عَرَفَهَا النَّاسُ بِفَاشر السُّلْطَانُ عند بزوغها وشروقها … ثُمَّ سُكِبَ فِيهَا السُّلْطَانُ عَلَى دِينَارٍ مِنْ رُوحِهِ، أَعْطَاهَا اسْمُه (فَاشِرْ أَبُو زَكَرِيَّا)، وَمَنْ صَارُوا وَشْمًا فعلى جلدها هُمْ سُكَّانِهَا مَنْ مَنْاطِق السُّودَانِ المختلفة مِنْ لَدُنْ قَائِدُ جَيْشِ السُّلْطَانُ عَلَى دينار (رَمَضَانَ بُرَةٌ) وهو مِنْ الشَّمَالِيَّة و(إسماعيل جَمْر الْقَايلَة) وَزِير مَالِيَّة السُّلْطَانِ وَهُوَ مِنْ كُرْدِفان، وَقَاضِي إِدْرِيس قَاضِي وَمُفْتِي السَّلْطَنَةِ مِنْ نَوْبَةِ شَمَال السُّودَان، جَاء السَّناهير فِي مُخْتَتَمِ الْقَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ وعدد كبير من أهالي نهر النِيل، وَسَكَنَهَا الْجَوَامِعه وَالْهَوَارة وَالْجُعْلُيين وَالشَّايقية وَالْحُمُرُ وَالدَّنَاقلة وَالْيُونَانِيِّين وَالْمَمَالِيكُ مِنْ أَوْلَادِ الرِّيف الَّذِينَ فَرُّوا مِنْ بَطْش مُحَمَّدٍ عَلَى بَاشَا سنة 1805 إلَى السُّودَان وَ اسْتَقَرُّوا فِي الْفِاشر وَمَنْ لِيبْيَا جَاء الْفَّزان وَالْمَجَابرة وَإِلَّزوي وَإِلَّورفلة وَالقَذَاذفة وَالتَّبْو وَأَوْلَادُ سُلَيْمَان ، وَبَيْنَهُمْ وَمَعَهُمْ كَانَ أَهَالِي دَارِفور مِنْ عَرَبِ وَغَيْر العَرَب، وَالْقَادِمِين مِنْ مَمَالِك وَدَاي وَباقرمي وَ بقية السلّطنَات والتَجمُعات التَشادِية..لَمْ تَكُنْ يَوْمًا مِلْكًا لِأَحَدٍ.. هِيَ مَدِينَةُ لِأَهْلِهَا جَمِيعًا.. الْفَوْر وَإِلَّزغاوة وَالزِّيَادِيَّة وَالْبِرْتِيُّ وَالْمُحَامِيد وَالْعُرْيِقات وَالْمَاهِرية وَأَوْلَادُ رَاشِد وَ الدادنقا وَالْمِيمِا وَالتَُّنْجِرّ والكيتنغا وَالْبَنِي حُسَيْنُ وَالْفَلَاتِة وَالْبَرْقُو وَ الْبَرْقُد وَقَبَائِلَ شَمَال السُّودَان وَوَسَطِه، وَهِيَ مَدِينَةٌ لِلْمُوَظَّفِين وَالتُّجَّارُ.عَمِلَ بِالفَاشِرْ خَيَّرَهُ الْإِدَارَيِّين فِي السُّودَانِ قَبْلُ وَبَعْدُ الِاسْتِقْلَال، مِنْهُمْ الْمَرْحُوم أَحْمَد مَكِّيّ عَبْدِهِ وَعَبْدِ اللَّهِ أَبُو سُنّ أَوَّل مُدِير مَدِيرية بَعْدَ الِاسْتِقْلَال والتجاني سعد والطيب الطاهر ومحمد حسينِ وثم الطِّيب الْمَرْضَى وَأَحْمَد إِبْرَاهِيم دُرِئَج دِ. عَلَى الْحَاجِّ وَيُوسُف سُلَيْمَان تَكُنْه وَآدَم لِزَيْن وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ مَحْمُود وَالشَّفِيع أَحْمَدَ مُحَمَّدُ في عهدي مايو والديمقراطية الثالثة، وَحَكْمُهَا أَشْهُر الشَّخْصِيَّات السُّودَانِيَّة قَبْل الْإِنْقَاذ وَبَعْدَهَا ، مِنْهُمْ الْمَرْحُوم د. عَبْدُ النَّبِيِّ عَلَى أَحْمَدَ وَ د. التَّجَانُي سَيُسَي ، وَ إِدْرِيس جُزْؤ ، أَحْمَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رِجَال ، وَمَأْمُون مُحَمَّدِيّ ، و اللِّوَاءَ أَبُو الْقَاسِمِ إبْرَاهِيمُ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَالطِّيب إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدُ خَيْرٌ وَأَحْمَد إِبْرَاهِيم الطَّاهِر وَالْبُرُوف التَّجَانُي حَسَنٌ الْأَمِين رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَاللِّوَاء طَيَّار عَبْدِ اللَّهِ صَافِي النُّور وَالْفَرِيق أَوَّل إِبْرَاهِيم سُلَيْمَان وَعُثْمَان محمد يوسف كِبَرٍ وَ عَبْدٍ الْوَاحِد يُوسُف والشريف عباد .عِنْدَمَا نَشَأَتْ مَدْرَسَة الْفاشر الثَّانَوِيَّةَ نِهَايَة الْخَمْسِينَات مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي ، دَرْس فِيهَا السَّوْدَانَيَيْن الْقَادِمِينَ مِنْ مَنَاطِقَ أُخْرَى مِثْلَ الشَّهِيدِ أَحْمَد الْقُرَشِيّ شَهِيد ثَوْرَه أُكْتُوبَر القادم من النيل الأبيض قرية القراصة ، وَالْفِنَان الْمَسْرَحِيّ الْكَبِير د. مَكِّيّ سِنَادِه من الابيض وَدَّ. صَدِيق كَبَلَو، بجانب عَدَدَ كَبِير مِنْ الْقِيَادَات الدَّارفوْرِيَّة وَالرُّمُوز المعروفة ، مِنْهُمْ الْفَرِيق أَوَّل إِبْرَاهِيم سُلَيْمَان اللِّوَاء التَّجَانُي ادَمُ الطَّاهِر اللِّوَاء الْمَرْحُومُ مُحَمَّدُ الْأَمِين خَلِيفَة اللِّوَاء مُحَمَّد إدْرِيسَ و مُحَمَّدُ ادَم حَمْزَة وَدّ. مُحَمَّدٌ ادَم عُثْمَانُ ،حَمْزَةَ وَإِدْرِيس أَحْمَد الْحَاجّ و د. فَضَل إبْرَاهِيمُ عَبْدُ الْقَادِرِ و الْبَروف سُلَيْمَان صَالِح فضَيْل ، الدُّكْتُور اخْتِصَاصِيّ الْبَاطِنِيَّة الْبَروفيْسُور جمَاع عُمَرَ فَايق ، وَالْمُهَنْدِس صَالِح عَبْد اللَّه أحمد بحر ، الطِّيب عَبْدِ الْمَجِيدِ ، الْقَاضِي حَمْزَة أَمِين ، عَبْدُ الْبَاقِي أَب سَمّ ، الشَّاعِر الْكَبِير عَالِم عَبَّاس ، المَرْحُوم اللِّوَاء طَيَّار أَحْمَد انقِابو ، المَرْحُوم حُسَيْن مُحَمَّد حَامِد النِّحْلَة ، الْفَرِيق حُسَيْن عَبْدِ اللَّهِ جِبْرِيلَ د. مَحْمُود الطَّيُنَاوِي ، د. صَدِيق امبِده ، عَبْدُ اللَّهِ يُحْي ، ادَم شَيْخًا ، أَحْمَد سُلَيْمَان بَلَح ،الدِّكْتَور أَحْمَدُ بَابِكر نَهَارٍ ، د. عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشَارَة دَوْسُه ، وَ أَحْمَدُ ادَم يُوسُف ، مَوْلَانَا إِبْرَاهِيم سَيِّدِي مُحَمَّدٍ ، الْمُهَنْدِس مُحَمَّدٍ عَلَى فُؤَاد رَحِمَهُ اللَّهُ ، الْمُهَنْدِس ادَم الطَّاهِر حَمْدُون ، عَابِد السِّنَّارَي ، الدّكْتُور جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدُ وَشَقِيقَة د. خَلِيل إبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَدّ. فَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ فَضَّلَ وَزِير رِئاسَة الْجُمْهُورِيَّة السَّابِق ، َاللِّوَاء طَيَّار عَبْدِ اللَّهِ صَافِي النُّور ، وَالمَرْحُوم السَّفِير مَاجِد يُوسُف ، وَدّ. إِسْمَاعِيل مُسَبَّل الْخَبِير الجُيُولُوجِيّ الْمَعْرُوف ، الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة ، وَدّ. عَبْدِ الْعَزِيزِ نُور عَشَر و، الْأُسْتَاذ خَمِيس أَرْكَو مُنَاوِيٌّ . . وَتُوجَد أَسْمَاءٌ كَثِيرَةيَضِيق الْمَجَالَ فِي ذَكَرَهَا ..عَاش بِالفاشِرْ عَدَدٌ مَنْ التُّجَّارِ الَّذِينَ أشْتَهَرُوا عَلَى الْمُسْتَوَى الْقَوْمِيّ ، مِنْهُمْ حَسَنَيْن عَبْدُ الحَلِيمِ وَكِيل شَرِكَة شلّ لِتَرْحِيل الْمَوَادِّ الْبِتْرُولية عَلَى مُسْتَوَى السُّودَان، وهو أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ أَسْطُول نَاقِلات البِتْرُول ( شاحنات مَارًّكة فَارَغو الْإِنْجِلِيزِيَّة – الأَمْرِيكِيَّة) ، وَعَائِلَة شَاشًاتي ، الْحَاجُّ ادَم يَعْقُوب ، أَوْلَاد صَالِح عَبَّاس ، أَسَرَه الشَّفِيع ، الِ مُحَمَّدٍ بَابِكر ، السَّناهير ، تَوْفِيقٌ كَتَوْنجي ، باخُوم وَ ريَاض تُومَا وَ رفَعَتْ لِمَعْيّ رُومَانِيّ ، عُثْمَان التِّهَامِيّ ، جُبَارَة الْخُضَرَ ، وغيرهم .كَانَتْ الْفاشر مَلَاذًا لِلْمُبْدِعِين وَالفَنَّانِين مُذْ نَهَضَتْ ، زَارَهَا وَغِنَى فِيهَا ( الحاج محمد أحمد سرور ، كُرُومَة ، زَنَقَار ، عَائِشَةَ الْفَلَاتِيَّة ، عَبْد الْحَمِيدِ يُوسُف ) خِلَال الثَّلَاثِينَات و الْأَرْبَعِينَات وَمَطْلَع الْخَمْسِينَات مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي ، وَكَانَ مَزَارًا لِكِبَار الفَنَّانِين وَالْمَطَرِبين مِنْ جَيْلِ الْعَمَالِقَة ( حَسَن عَطِيَّة ، عُثْمَان حُسَيْن ، أَحْمَدَ الْمُصْطَفَى ، إِبْرَاهِيم عِوَض ، عُثْمَان الشَّفِيع ، عَبْدِ الْعَزِيز مُحَمَّد دَاوُود الَّذِي تَنْتَمِي وَالِدَتِه لِأسِرِة عَرِيقَةٍ فِي الْفِاشر ، ومُحَمَّدُ وَرُدِّي ، الْكَابَلي ، سَيِّد خَلِيفَة ، العاقب محمد الحسن ، محمد أحمد عوض ، صَلَاح بْن الْبَادِيَة ، صَلَاح مُصْطَفَى ، فاطمة الحاج ، منى الخير ، كمال كيلا ، شرحبيل احمد ، النور الجيلاني ، الجيلاني الواثق ، زِيَدان إِبْرَاهِيم، الطِّيب عَبْدِ اللَّه ، خَلِيل إِسْمَاعِيل ، الْبَلَابِل ، ، عَبْدُ الْقَادِر سَالِمٍ ، أُمّ بلّينَا السَّنُوسِيّ ، خَوْجلي عُثْمَان ، مُصْطَفَى سَيِّد أَحْمَدَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُطْرِبِين ) .قَامَتْ فِي الْفاشر مُنْذُ الْعِشْرِينِيَّات مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي حَرَكَة أَدَبِيَّة وَرِيَاضِيَّة فَضْلًا عَنْ حَيَاتِهَا السِّيَاسِيَّة اللَّاهِبِة ، وَعَرَفْت الْأَنْدِيَة الثَّقَافِيَّة الرِّيَاضِيَّة ، وَشُيَّد الْمَجْمَع الثَّقَافِيِّ فِي قَلْبِ الْمَدِينَةِ وَفِيهِ صُقِلَتْ الْمَوَاهِب الفَنِّيَّة وَالْمُوسِيقِيَّة وَقَامَتْ فِرْقَة فُنُون دَارفور لِلْغِنَاءِ وَالْمُوسِيقَى وَالْمَسْرَح ( مِنْ مُؤسَسَيْهَا الْأُسْتَاذ مُحَمَّدُ صَالِحٍ الْبَنجاوي وَالْأُسْتَاذُ ادَم عِيسَى ) مَعَ بِوَاكير الِاسْتِقْلَال ، ثُمَّ ظَهَرَتْ الْفَرْق الْمَسْرَحِيَّة لتعَكَس تَنَوُّع إنْسَان السُّودَان وَمَوَاهِب أَبْنَاء دَارفور ، ظَهَرَ نَادَى الشَّعْر كَنَادٍ أَوْحَد فِي السُّودَانِ فِي مَدِينَة الْفاشر الَّتِي أَنْجَبَتْ عَدَداً كَبِيراً مِنْ الشُّعَرَاءِ مِنْهُمْ حَسْبَ النَّبِيُّ يُوسُفُ الشَّاعِر وَإِمَامِ الْمَسْجِدِ الْكَبِير ، و مَحْجُوب جلغام و سُلَيْمَانُ إبْرَاهِيمَ و أَحْمَدُ يُوسُف ، و عَبَّاس مُحَمَّدِ نُورِ وَالِد الشَّاعِر الْكَبِير عَالِم عَبَّاسٍ ، و مُحَمَّدِ الْعَاجب ادَم و حَامِد بِدَيْن و الشَّاعِر إلَّاهدل ، و عَمِلَ فِي الْفاشر من الشُّعَرَاءُ الْقَوْمِيّيِن الْكِبَارِ الأُستَاذ عِمْرَان الْعَاقِب وَمُبَارَك الْمَغْرِبِيّ و اللِّوَاءَ أَبُو قُرُون عَبْدِ اللَّهِ أَبُو قُرُون ، ،بَيْنَمَا كَانَتْ الرِّيَاضَة وأَنْدِيَة الْفِاشر الْقَدِيمَةِ تَزِدْهر بِلَاعبيها ونُجُومِهِا الَّذِينَ شَقَّ بَعْضُهُمْ الطَّرِيقَ نحو اَنْدِيَة الدَّرَجَةِ الْأُولَى بِالْعَاصِمَة الْقَوْمِيَّة ، ومنْ أَبْرَزِ لَاعِبِي كُرَةِ الْقَدَمِ فِي تَارِيخِ الْفاشر و عَصْرُهَا الذَّهَبِيّ ( مُدَّثِّر الرِّيح السَّنْهُورِيّ ، درْيسة ، مُحَمَّدُ صَدِيق ،سَعْد وَتَجِاني نَصْرُ ،مدَّثر جلغام ، مُخْتَارٌ نَصْر ، حَامِد الْمَلِيح ، عَبْدُ الْحَمِيدِ مُلَازِم ، عَبْدِ الْمُنْعِمِ و عَبْدُ الْحَمِيدِ ويس عَبَّاس وَغَيْرِهِمْ )و ظَهَر ظُرَفَاء مَقَاعِد الْمُتَفَرِّجِين مِنْ وَقْتِ بَابكر منذ الأربعينيات من القرنِ الماضي و كَانَتْ لَهُمْ أَمَاكِنُ مَشْهُورَة فِي ملعب النَّقعة وَ سِتِّاد الْفِاشر الْكَبِيرِ ، مِنْهُمْ مُشَجِّع المَرِّيخ الْأُسْطُورِيّ ( ادَم تَمِيمٍ ) يقابله (أَمِينٌ حَسَبَ اللَّهِ ) و ( مُحَمَّدُ عَلَى الَّتِنْقَارِيّ) مُشَجِّعًا الْهِلَال الْمَعْرُوفِين وَهُمَا مِنْ ظُرَفَاءِ الْمَدِينَة ، و أُشْتُهِر بالْمَدِينَة ظَرِيفها الْأَبْرَز ( عِزُّ الدِّينِ وَهُمْ ) و( خَلِيلٍ شقّة) الْحِلَاق الشَّهِير و (جَمَال صَاحِب الضّحْكَة المُجَلْجِلَة النَّادِرَة ) و الْمَرْحُومُ ( أَبُو قِرْشَيْن) .وَتُعَدّ مَدِينَة الْفاشر مِنْ الْمُدُنِ الْمُهِمَّةِ فِي تَارِيخِ الْقُوَّات الْمُسَلَّحَة ، عَمِلَ فِيهَا الْكَثِيرُ مِنْ الْقَادَة الْعَسْكَرِيِّين فِي تَارِيخِ الْقُوَّات الْمُسَلَّحَة السودانية ، من بينهم من صاروا رُّؤَسَاء جمهورية ، و كَانُوا تَبَع الْقِيَادَة الْغَرْبِيَّةِ ، وُلَد فِي الْفِاشر اللِّوَاءُ حَسَن بَشِير نَصْرٍ أَحَدُ قَادَة الْمَجْلِس الْعَسْكَرِيّ فِي حُكُومَةٍ الْفَرِيق إِبْرَاهِيم عُبُود ، و الرَّئِيس جَعْفَر نُمَيْرِيّ عَمِلَ بها فِي بِدَايَةِ عَمَلِه الْعَسْكَرِيُّ فِي الْخَمْسِينِيَّاتِ وَلَه صَدَاقَات مع ابناء الْفاشر وَرُمُوزَهَا ، وَكَذَلِكَ الرَّئِيسُ عُمَر الْبَشِير عمل بالْقِيَادَة الْغَرْبِيَّة أيضاً، وَرَئِيس مَجْلِس السِّيَادَة الْحَالِيّ عَبْد الْفَتَّاح الْبُرْهَان ، و مَنْ الْقَادَة الْعَسْكَرِيِّين الْمَعْرُوفِين حَمِد النِّيل ضَيْف اللَّهِ وَاللِّوَاء زَيْن الْعَابِدِين الطَّيِّب وَالْفَرِيق سُمَيْر مُصْطَفَى خَلِيل وَالْفَرِيق أَوَّل السَّفِير عِمَاد عَدَوِيّ وَوَزِير الدِّفَاع الْأَسْبَقُ الْمَرْحُومُ الْفَرِيق أَوَّل عُصِمَتْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ كِبَارِ الضَّباط وكَذَلِكَ كِبار ضُبَاط الشُّرْطَة و الْأَجْهِزَة الْأمْنِيَة .عَرَفْت مَدِينَة الفاشر مِهنة الْقَابِلِات مِنْ خَرِيجات مَدْرَسَة دَايات أَمَدِرُّمَّان مُنْذُ الثَّلَاثِينَات من القرن الماضي و بَرَزَتْ قَابِلَات مَشْهُورَات هُنّ ( ، نُنَا سَيْفٌ الدَّوْلَة ، السُّرَّة بِتّ وَدّ الْفَضْل ، حَاجَة كنْتوشة ، زُهْرَةُ بِتّ مُحَمَّد فَائِق ، زُهْرَة كَنِيَّن ) وَكُلُّ مَوالِيد مَدِينَة الْفِاشر مُنْذُ الْأَرْبَعِينَات حَتَّى نِهَايَةِ عَقْد السَّبْعِينات وَالثَّمَانِينَات مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي وُلِدُوا عَلَى أَيْدِي هَؤُلَاءِ الدَّايَات .مِنْ التَّارِيخِ الْمَنْسِيّ لِلْفاشر ، أَنَّهُ خِلَالَ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ عِنْدَمَا إنْشَيء مُطَار الْفاشر ، كَانَ يَتِمُّ تَجْمِيع قُوَّات الْحُلْفَاء مِنْ الْمُسْتَعْمَرَات الْبِرِيطَانِيَّة وَالْفَرَنْسِيَّة مِنْ أَفْرِيقْيَا و يَجري إرْسَالِهِمْ لِجَبْهات الْقِتَالِ فِي طُبْرُق وَبَنْغَازِي وَالْكَفَرَة بَلَىبيا و إلَى مَعَارِك (كُرُنْ )فِي أَرِيتْرِيَا ضِدّ الطَّلْيَان وَالْأَلَمِانّ ، وَقَدْ زَار وَنَسَتون تُشْرَشل رئيس وزراء بريطانيا عام 1942م مطَار الفاشر أَثْنَاءِ الْحَرْبِ وَاسْتَعْرَض الْجُنُود هُنَاك ، وَيُقَالُ أنّ الطَّائِرَات الَّتِي كَانَتْ تَحْمِلُ أُطِقْم المُقاتلات الأمرِْيكِية و الْمُعَيَّنَات الْأُخْرَى الَّذِينَ شَارِكُوا فِي رَمْيِ الْقُنْبُلَتين الَّذِرْيَتَيْن عَلَى مَدِينَتِي هِيرُوشِيمَا و نَاغَازَاكِي الْيَابَانِيَّتَيْن هَبَطُوا فِي طَرِيقِهِمْ لِلشَّرْق الْأَقْصَى فِي مطار الْفاشر لساعات .مِنْ الْإِبْطَالِ المَنْسِيِّين فِي رُواق التَّارِيخِ السُّودَانِيّ الْحَدِيث ، البواسل الَّذِينَ شَارِكُوا فِي حَادِثٍ حَرْق العلْم الْإِنْجِلِيزِيّ سَنَة 1952م فِي قَلْبِ مَدِينَة الفاشر و هُمْ ( طُلَّابُ الأَزْهَر الشَّرِيف مِنْ أَبْنَاءِ الْفاشر – أَبو الْقَاسِمِ حَاجّ مُحَمَّد، يُوسُف مُحَمَّد نُور عَالِم ، مُحَمَّدٍ ادَم كَنِيَّن ، عَبْدُ الرَّحْمَن حَسَن طَوِيلٍ ) و مِنْ طُلَّاب حَنَّتْوب الثَّانَوِيَّةَ الطَّالِب عَبْد اللَّهِ زَكَرِيَّا إِدْرِيس مُؤَسِّس حَرَكَة اللِّجَان الثَّوْرِيّة السُّودَانِيَّة الَّذِي عَقَدَ نَدْوَةً فِي نَادِي الْفِاشر تحدث فيها مُلهِباً الشعور الوطني قبل يومين من الحادثة ، وشَارَكَ فِي حَرْق الْعِلْم ( مُحَمَّد الْحَاجّ حُسَيْن الشَّهِير بــــــــ لِي لِي ) وَهُوَ مِنْ قَبِيلَةٍ الْهوّسا ، بَدَأَتْ التَّظَاهُرَة فِي ذَلِكَ الضُّحَى الأَغَرّ حين طَلَعَ المتظاهرون مِنْ المعهَدِ الْعِلْمِيّ وتوجهوا نحو الْمَدْرَسَة الْأَهْلِيَّة الْوُسْطَى ثُمَّ تَجَمَّعَتْ التَظاهُرة فِي السُّوقِ وتحركت و حَاصَرْت مَبْنِيّ الْمُدِيرِيَّة ، و قَامَ الطَّيِّبِ أَحْمَد يحْي بِتَسْلق السَّارِيَة وأنْزَل العلْم الْإِنْجِلِيزِيّ و سَلَّمَه لِرَفْاقه وسط هتافات عالية غاضبة و مِنْهُمْ ( إِدْرِيسَ بُنَانِيّ وَجِبْرِيل أَحْمَد مُوسَى وَالشَّيْخ مُحَمَّدُ أَبُو الْيَمَنِ الَّذِي سُجِنَ فِي الْحَادِثَةِ ) ، وَقَام جِمَاع ادَم وَالِد السياسي و الْوَالِي السَّابِق ادَم جِمَاع بِرَبْط العلْم بِحَبْلٍ فِي حَصَانَةِ وجره على الأرض قَبْلَ حَرْقِهِ وَأَلْقَى الْقَبْضَ عَلَيْهِ مَعَ الْاخَرِينَ وَمَعَهُمْ حَمْزَة خَلْف بِسبب إهْانَة عَلْم الإمْبراطورِية التى لا تغرُب عنّها الشّمس ، وتُعَدّ حَادِثَة حَرْق العلْم نُقْطَة وطَنَيْة مُضِيئَة فِي دَرْبِ النِّضَال الْوَطَنِيّ ، و كَانَتْ إيذَانًا مُبكراً ِبطَيّ عَلم الِاسْتِعْمَار و ذَهَابُه الذي كان بَعْدَ الْحَادِثَةِ بِسَنَوَات قَلِيلَة .سَبَقَ هَذِهِ الْحَادِثَة مَوْقِف الْإِدَارَة الْبِرِيطَانِيَّة مِنْ إنْشَاءِ الْمَعْهَد الْعِلْمِيِّ فِي الْأَرْبَعِينَاتِ فَقَدْ كَانَ الْإِنْجِلِيز ضِدّ قِيَام الْمَعْهَد الَّذِي تَمَّ بِجَهْدٍ ضَخْم مِنْ الْأَهَالِي و من خَرَيجي الْأَزْهَر الشريف و تلك قصة طويلة ، بَدَأتِ الدِّرَاسَةُ فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ ثُمَّ انْتَقَلَتْ إلَى مَبَانِي تَحَوَّلَتْ فِيمَا بَعْدُ إلَى مَدْرَسَةٍ الْفاشر الثَّانَوِيَّةَ بَنِين ، من أَهَمِّ شُيُوخِهِ الشَّيْخُ مُحَمَّد أَحْمَد سُوَّار ، مَوْلَانَا إبْرَاهِيم عَبْدُ الْقَادِر وَالشَّيْخ الْعَلَوِىّ وَالشَّيْخ الشِّنْقِيطِيّ وَالشَّيْخ بَشِير مَالِكٌ وَعَمِلَ مُدَرِّسًا فِيه وَالِدِي الْأُسْتَاذ إِبْرَاهِيم أَحْمَد إِبْرَاهِيم الرُّزَيْقِيّ الْقَادِم لِتَوَه مِنْ الأَزْهَرُ الشَّرِيفُ ، وَالشَّيْخ الدُّوش وَالشَّيْخ عُلُويش و الِاسْتِاذِين مُبَارَك إِسْمَاعِيلَ وَمُحَمَّد نَصْر .مِنْ أحْيَاءِ مَدِينَة الْفاشر ( حَيَّ الْوَكَالَة ، كَفَوْت ، الأَسِرَّة ، وَدّ عُثْمَان ، الْكرَّانِك ،الْعَظَمَةُ، أَوْلَاد الرِّيف، الزِّيَادِيَّة، بَرِنَجيه، الكِفَاح، دَادَنقا، مُرَكَّركه ، النَّصْر، الشّرْفَة ، التَّجَانُِية، خُور سَيَّال، النَّخِيل، الشَّاطِئ ، تُِمْباسي ، حَيَّ الَّتِكارير ، الْمِيْدُوب ، حِلّه فوْر، الْجَوَامِعة ، أَمْ شِديرة ، والثَّوْرَةِ جَنُوب، الثَّوْرَة شَمَال، الرَّدِيف ، الْفِرْدَوْس، ، الطَّرِيفِيَّة، الصَّافِيَةِ، الْمُجْمَع، الْمَصَانِع، الْجَبَل، شَمَال الْأَهْلِيَّة ، كَاكِوم ، الْمُدْرَج، الْبَشِير، النِّيل، الْقَاضِي، دِيم سَلَك ، الْهَوَّارِة، الْقُبَّة، وَالْوَحْدَة، السَّلَام ، التَّيْمَانات ، الدَّرَجَةُ الْأُولَى ، أَب شَوْك ، زَنَقَو ، الْفِيزَان ، الْوَادِي ، الْوَحْدَة ، الْمَعْهَد ) .تِلْكَ هِي مدينة الفاشر الَّتِي نَعْرِفُهَا …. نَاسهَا وَ بُيُوتِهَا و رُمُوزِهَا و كِبَارِهَا وتقَالَيَدِهَا وَأَصَالَةً أَهْلِهَا وَكَرَّم مَنْبَتِهِم ، وَ عرَاقَة مَدِينَتِهِمْ الْوَقُورِة الْوَدُودِة ، نَقِيَّةً الْقَلْب وَالْفُؤَاد …. رَغْم إنَّنِي مِنْ نِيَالا إلَّا أَنْ أحببت الفاشر كَمَا رَأَيْتُهَا وعشتها ، و هِيَ الَّتِي أَحْكِي عَنْهَا وَأَرْوَى بَعْضًا مِنْ قِصَّتِهَا …