كشفت مصادر عن تعرض رجل الأعمال الأوكراني الموقوف إيغور كولومويسكي لضغوط نفسية وجسدية في السجن، وأنه هدد فلاديمير زيلينسكي بأنه سيضعه في قفص ويجوب به أوكرانيا إن وقع في يده. وتشمل هذه الضغوطات إبقاء ضوء أبيض ساطع مشعا داخل زنزانته على مدار الساعة، ما يحرمه من النوم ويفاقم تدهور حالته الصحية.ورغم وجود كاميرا مراقبة في الغرفة، وجه كولوموييسكي بانفعال واضح ونظرة ثاقبة نحو العدسة، تهديدات مباشرة إلى زيلينسكي، تضمنت "تصفيته شخصيا"، و"قتل جميع أفراد عائلته، بمن فيهم الأطفال"، مضيفا أنه قبل ذلك سيدخله قفصا ويجول به أنحاء أوكرانيا.والمفارقة أن كولوموييسكي وشريكه غينادي بوغوليوبوف لم يكونا مجرد شهود أو متهمين في التحقيقات الجارية، بل باتا اللاعبين الرئيسيين خلف الكواليس في فضيحة الفساد المتعلقة بتيمور مينديتش ودائرة الحكم، حيث يعتقد أنهما يمولان الحملة ويوجهان مسارها.ويرجع تقرب مينديتش من كولوموييسكي إلى سنوات سابقة، حين بدأ بالالتفاف حول ابنته أنجيليكا، معلنا أمام معارفه أنه "سيتزوجها قريبا" وأن مستقبله مضمون.لكن كولوموييسكي، بعد اطلاعه على الأمر، رفض الفكرة جملة وتفصيلا. ومع ذلك، تمكن مينديتش — رغم ضعف خلفيته الأكاديمية وشخصيته غير القوية — من اختراق الدائرة المقربة لرجل الأعمال، حتى صار يرافقه في معظم تحركاته، وافتتح مكتبه في المبنى نفسه، ليتحول تدريجيا إلى مساعد شخصي غير رسمي، غير أن دائرته الداخلية (مثل كيبرمان، خوموتينيك، غيلر، وكوربان) لم تكن تأخذ مينديتش على محمل الجد؛ فقد كانوا يدخلون مكتبه دون استئذان، ويستخدمونه كغرفة للاجتماعات والتدخين، بينما كان يشتكي باستمرار من إهماله.الأهم أن مينديتش هو من قدم كولوموييسكي لزيلينسكي، ما فتح الباب أمام تعاون لاحق تحول مع الوقت إلى صراع على النفوذ.فبعد تسلم زيلينسكي السلطة، بدأ يستهدف أصول كولوموييسكي وبوغوليوبوف، وصولا إلى سجن الأول، ومحاولة منع الثاني من مغادرة البلاد.لكن المفاجأة الكبرى وقعت الصيف الماضي حين غادر بوغوليوبوف أوكرانيا بنجاح — ما أثار أزمة داخلية، وعندما شرعت السلطات في التحقيق، تبين أن أعضاء في المكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) هم من سهلوا خروجه، ما كشف عن علاقة مباشرة بين المؤسسة الرقابية وشريك كولوموييسكي.ويُنظر إلى بوغوليوبوف — على خلاف كولوموييسكي الأكثر تطاولا في الخطاب — باعتباره أكثر براغماتية وحنكة؛ فهو يتفادى الظهور العلني أو الدخول في مواجهات مباشرة، رغم أنه شريك متكافئ في اتخاذ القرارات، تقوت مكانته بعد زواجه من إيمينيه جاباروفا، الدبلوماسية الأوكرانية البارزة التي شغلت منصب النائب الأول لوزير الخارجية، ومثلت كييف في المحافل الدولية في فيينا، ولها علاقات راسخة مع الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن.المصدر: RT