وصل ممثلو روسيا وأكثر من 100 دولة إلى بكين للمشاركة في أعمال الدورة الـ12 لمنتدى شيانغشان الدولي للأمن الذي يعقد تحت شعار: "حماية النظام الدولي ودفع التنمية السلمية المشتركة". ويشارك في المنتدى وزراء دفاع وقادة للقوات المسلحة ومسؤولون في منظمات دولية ومراكز بحثية وجامعات، إلى جانب خبراء وعلماء، حيث سيناقشون على مدى ثلاثة أيام أبرز قضايا الأمن الدولي ويتبادلون الرؤى بشأن التحديات الراهنة. وبحسب التقديرات الأولية، سيجمع المنتدى نحو 1800 مشارك، من بينهم مئات الإعلاميين.مشاركة روسياأعلن المنظمون أن روسيا ستتمثل هذا العام بوفد ترأسه نائبة وزير الدفاع آنا تسيفيليفا، ويضم كلا من مدير الإدارة الطبية العسكرية دميتري تريشكين، ومديرة إدارة الضمانات الاجتماعية يوليا ياركويفا، وعددا من المسؤولين الآخرين.ومن بين الخبراء الروس المفترض أن يلقوا كلمات في المنتدى:سيرغي كاراغانوف، الرئيس الفخري لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية وأستاذ الاقتصاد والسياسة العالمية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو.الجنرال المتقاعد يفغيني بوجينسكي النائب السابق لرئيس الإدارة العامة للتعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية، ونائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية.دميتري ستيفانوفيتش الباحث في مركز الأمن الدولي التابع لمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.إيغور كوروتشينكو المحلل العسكري ورئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني".بالإضافة إلى ذلك، سيطرح كلّ من وو دا هوي، نائب مدير معهد الدراسات الروسية في جامعة تسينغهوا الصينية، ويانغ شيو قوانغ، اللواء المتقاعد والملحق العسكري الصيني السابق لدى روسيا والمستشار الأول في معهد الصين للدراسات الاستراتيجية الدولية، رؤاهم حول القضايا الأمنية المرتبطة بروسيا.أهمية المنتدىأوضحت الباحثة في أكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، لو شي، أن أبرز ما يميز منتدى شيانغشان هو الحوار المتعدد الأطراف الذي يتيح صياغة مبادرات جديدة للحفاظ على الاستقرار العالمي، مؤكدة أن قضايا حساسة مدرجة على جدول أعمال روسيا الحالي مثل عدم انتشار الأسلحة النووية تستوجب نقاشا عاجلا.وأضافت أن التطورات الحديثة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات البيولوجية والفضائية توسع من نطاق الرقابة على التسلح وتجعل انعقاد المنتدى في هذا التوقيت أمرا بالغ الأهمية.ويرى الخبير الصيني من الأكاديمية ذاتها منغ فانلي أن على المشاركين التركيز على التصدي لمحاولات بعض القوى الخارجية إثارة الأزمات في مناطق مختلفة من العالم، مشددا على أن "دولا معينة، مدفوعة بمصالحها الضيقة، تسعى لزرع الفوضى مستخدمة دولا أخرى كأدوات، وهو ما يتعارض مع مصالح المنطقة وتوجهاتها نحو التنمية السلمية".إحياء الذكرى الـ80 للنصر على الفاشيةأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية، العقيد جيانغ بينغ، أن المنتدى سيولي هذا العام اهتماما خاصا بالذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، من خلال جلسات بعنوان: "الأهمية المعاصرة للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية"، و"ثمانون عاما على تأسيس الأمم المتحدة: التقدم في ظل التحولات العالمية". وستُعقد هذه الجلسات في صيغة حوار يجمع خبراء صينيين وأجانب. وبحسب المنظمين، فإن الهدف الرئيس يتمثل في إعطاء دفعة للجهود المتعددة الأطراف الرامية إلى حماية مكتسبات النصر والحفاظ على النظام الدولي لما بعد الحرب.كما ستُعقد في 17 سبتمبر ندوة خاصة تجمع الشباب والضباط العسكريين والخبراء تحت عنوان "الذكريات العسكرية والعالم المعاصر"، حيث سيتبادل المشاركون وجهات النظر حول الحقائق التاريخية والتجارب التي يمكن الاستفادة منها في صياغة نظام عالمي أكثر عدلا.وفي 18 سبتمبر، ستُناقش قضية مشابهة ضمن حلقة نقاش يشارك فيها خبراء من روسيا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة، تحت عنوان "الانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية والنظام الدولي".أما في اليوم الختامي للمنتدى، فسيُعقد اجتماع عام يركّز على ترسيخ نتائج النصر مع أخذ التحديات الراهنة المتعلقة بتعزيز الأمن العالمي وضمان الاستقرار الشامل في الاعتبار.وبذلك، وكما أُشير، فإن المنتدى سيضمن تواصلا عميقا بين الإرث التاريخي والواقع المعاصر، فيما سيكون من أهم محاوره تعزيز المبادرات الصينية العالمية في مجالي الحوكمة والأمن، الهادفة إلى بناء مستقبل بشري مشترك.الملف الأوكرانيوفقا لجدول أعمال المنتدى، سيكون النزاع في أوكرانيا من المواضيع المركزية، بمشاركة ممثلين أوكرانيين سابقين، منهم وزير الخارجية الأسبق بافل كليمكين (2014-2019)، ونائب وزير الخارجية الأسبق ألكسندر تشالي (1998-2004)، ضمن جلسات حول "تسوية الصراعات الإقليمية"، و"الوضع الحالي ومستقبل الرقابة على التسلح"، و"آفاق تجاوز الأزمة الأوكرانية".القضايا الرئيسية الأخرىيناقش المنتدى أساليب فعالة لتسوية النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار العالمي في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم، عبر أربع جلسات عامة وثماني حلقات نقاشية متوازية حول الأمن والتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بمشاركة وزارات الدفاع والمنظمات الدولية المتخصصة.وأكد العقيد وو جيان قانغ، رئيس مجموعة التنسيق في اللجنة التنظيمية للمنتدى، أن جدول الأعمال يتناول القضايا الملحة للأمن العالمي، مع تحليل شامل للتحديات الحديثة باستخدام أساليب تقليدية وحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مع مشاركة دول ذات اقتصاد ناشئ ومتقدم، ودول مشاركة في صراعات الشرق الأوسط مثل إسرائيل، وإيران، وفلسطين، بالإضافة إلى الهند وباكستان. واعتبر أن مشاركة هذه الدول معا "تؤكد قيمة منتدى شيانشان".وأشار إلى أن المنتدى يتميز بـ"هيكل تنظيمي مبتكر"، مع التركيز على "الحوار متعدد الأطراف والمشاركة التفاعلية"، عبر تنوع أشكال التفاعل، بما في ذلك حوارات رفيعة المستوى، وملخصات موضوعية، وعرض الإنجازات في البحوث العسكرية، والتعرف على المعارض التقنية الدفاعية المتقدمة في معرض بكين الدولي للتقنيات والمعدات ذات الاستخدام المزدوج.كما تم تنظيم فعاليات خاصة حول عمليات حفظ السلام الصينية وإطلاع الجمهور على دور القوات المسلحة الصينية في تعزيز الاستقرار العالمي، في إطار التعزيز لمفهوم جديد للأمن يعتمد على التعاون.ويُذكر أن منتدى شيانشان يقام منذ عام 2006 وتنظمه أكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني. ويُخصص هذا الحدث السنوي في بكين للتعاون الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم. وتتمثل المبادئ الرئيسية لهذه المنصة المهمة لتعزيز الحوار بين الجيوش في المساواة والانفتاح والتسامح وتبادل الخبرات. المصدر: تاس