مومياوات عمرها آلاف السنين تُظهر طرقا معقدة للتجفيف والدفن في الهند الصينية

Wait 5 sec.

اكتشف فريق دولي من علماء الأنثروبولوجيا عددا كبيرا من الرفات البشرية في الصين وعدة دول في منطقة الهند الصينية، تتراوح أعمارها بين 4,000 و12,000 عام. وتشير مجلة PNAS إلى أنه وفقا للعلماء، تحمل هذه الرفات آثارا كيميائية للتحنيط تحت تأثير حرارة نار مجففة أو مصادر أخرى للطاقة الحرارية. ويعتقد أن هذه المومياوات خلفها أسلاف شعب بابوا وسكان أستراليا الأصليين.ووفقا للعلماء، تنتمي الثقافات التي خلفت هذه المومياوات من حيث تشريح الجسم وبنية الجمجمة إلى نفس الفرع البشري الذي ينتمي إليه أسلاف البابويين وسكان أستراليا الأصليين، والذين يُعتقد أنهم غادروا إفريقيا واستقروا في جنوب شرق آسيا قبل موجات المهاجرين اللاحقة من المزارعين. وإذا كان هذا صحيحا، فمن المحتمل أن يكون هذا النوع من التحنيط قد ظهر في وقت أبكر بكثير وكان أكثر انتشارا مما يُعتقد اليوم.وقد توصل إلى هذا الاستنتاج مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا برئاسة البروفيسور هيروفومي ماتسومورا من جامعة سابورو الطبية (اليابان)، أثناء دراستهم عشرات الرفات البشرية التي عُثر عليها في أراضي أحد عشر موقعا من العصر الحجري الحديث، تقع في منطقة قوانغشي تشوانغ ذاتية الحكم في الصين، وفي شمال فيتنام، وعدة مناطق أخرى من الهند الصينية. وقد دفنت جميع المومياوات التي عُثر عليها، على الرغم من المسافة الجغرافية الكبيرة بين هذه المواقع، بطريقة متشابهة؛ إذ وُضعت في وضع القرفصاء، وغالبا ما كانت ركبهم مضغوطة بإحكام على أجسادهم ومربوطة بحبال أو مواد أخرى. كما وُجد في بعض هذه المدافن آثار نار على العظام، إلى جانب عمليات أخرى.وأظهرت القياسات التي أجرها الباحثون على هذه العظام باستخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء وأنظمة تحليل حيود الأشعة السينية أن حوالي 85% منها تعرضت لتأثيرات حرارية، لم تكن قوية جدا، ما يستبعد احتمال وفاة هؤلاء الأشخاص بسبب الحرائق أو تعرض رفاتهم للنار. كما وُجدت آثار كيميائية للدخان على هذه البقايا، ما يشير إلى أن رجال قبائل المتوفين كانوا يحنطون جثثهم بطريقة خاصة، من خلال تجفيفها بالحرارة والدخان.ووفقا للباحثين، تشبه هذه العملية طريقة دفن شعوب داني وأنغا وبومو في مرتفعات غينيا الجديدة لموتاهم اليوم، كما تتشابه إلى حد كبير مع طريقة مومياوات حضارة تشينتشورو الهندية القديمة، التي حدثت بشكل طبيعي في هواء صحراء أتاكاما الجاف والحار.المصدر: تاس