ناظورسيتي: متابعة عادت المخاوف الإسبانية مجدداً من إمكانية نقل الولايات المتحدة الأمريكية لقواتها في مضيق جبل طارق من قاعدتي روتا ومورون بالمملكة الإيبيرية إلى المغرب إلى الواجهة، في ظل جدل مستمر حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. وجاءت هذه المخاوف عبر تقرير نشرته صحيفة “vozpopuli” الإسبانية، حاولت من خلاله تفنيد هذا السيناريو، مستعرضة مجموعة من التطورات التي تجعل من فكرة نقل القاعدتين إلى المغرب احتمالًا بعيدًا على الأرض. وقالت الصحيفة إن إمكانية النقل طرحت في الشهور الماضية على خلفية الخلافات السياسية بين مدريد وواشنطن، قبل أن تدخل منعطفًا جديدًا بعد مطالبة روبرت غرينواي، السيناتور الأمريكي السابق المقرب من الرئيس دونالد ترامب، بنقل التواجد العسكري الأمريكي من إسبانيا إلى المغرب. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وأشار التقرير إلى أن مطالب غرينواي جاءت في سياق التوتر المستمر بين حكومة بيدرو سانشيز وإدارة ترامب بسبب ملف الإنفاق الدفاعي، ما أطلق موجة من التكهنات حول إمكانية نقل القوات إلى المغرب، خصوصًا بعد رفض سانشيز مطلب ترامب بتخصيص 5 في المائة من الناتج الداخلي لإسبانيا للاستثمار العسكري، وهو ما هدد ترامب باللجوء إلى “طرقه الخاصة” لفرض الأمر. ورغم هذه الضغوط، حاول التقرير الإسباني استعراض المؤشرات العملية التي تجعل من هذا النقل غير قابل للتطبيق، أبرزها المصادقة الأمريكية على ميزانية قدرها 100 مليون دولار لبناء أربعة مستودعات صواريخ ومحطة شحن وورشة صيانة للذخائر، وإعادة بناء مركز جديد لإعادة التدوير في قاعدة روتا، بمدة تنفيذ تصل إلى ثلاث سنوات ونصف. وأضاف التقرير ذاته أن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لمشروع إضافي في روتا لتشييد حظيرة صيانة لطائرات النقل العسكرية C-5 وC-17، بميزانية 100 مليون دولار ومدة تنفيذ تصل إلى عامين، قبل أن تعلن مؤخرًا عن صفقة لإنشاء خزانين لتخزين 50 ألف برميل من الوقود، بمدة تنفيذ تقارب 909 أيام وميزانية تتراوح بين 25 و100 مليون دولار. وتشير هذه المشاريع المتواصلة إلى التزام الولايات المتحدة بتعزيز قواعدها الإسبانية، ما يجعل فكرة نقلها إلى المغرب، وفق الصحيفة، أمرًا صعب التنفيذ على المدى القصير والمتوسط، رغم التكهنات والتصريحات السياسية المتقطعة التي أثارت جدلًا إعلاميًا في كل من إسبانيا والمغرب.