الولادة العذرية تثير الجدل العلمي والأخلاقي حول مستقبل الإنجاب

Wait 5 sec.

كشف فريق من الباحثين عن ظاهرة الولادة العذراء، أو ما يعرف بالتكاثر البكري، حيث يمكن للأنثى إنجاب نسل سليم دون الحاجة إلى وجود ذكر. وفي الشهر الماضي، وضعت سحلية أنثى في حديقة حيوان قرب برمنغهام ثمانية صغار، رغم عدم حدوث التزاوج مع أي ذكر. وقد لوحظت هذه الظاهرة لدى أنواع عديدة من الحيوانات، بما في ذلك أسماك القرش والثعابين والتماسيح والقشريات والعقارب.وتثير الولادة العذرية تساؤلات حول دور الذكر في عملية التكاثر، لكنها لم تُسجل لدى البشر حتى الآن، رغم حدوثها لدى بعض الثدييات.آلية الولادة العذراءعادة، يتطلب التكاثر الجنسي تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية. أما في التكاثر اللاجنسي، فإن فردا واحدا يكفي لإنجاب نسل ونقل الصفات الوراثية. ويحدث هذا غالبا عندما تكون الأنثى معزولة عن الذكور لفترة طويلة.التجارب الحديثة على الثديياتكان يُعتقد سابقا أن التكاثر العذري مستحيل لدى الثدييات، لكن التجارب الحديثة قلبت هذا الاعتقاد. في عام 2022، نجح علماء في الصين باستخدام تقنية CRISPR لتحرير الجينات في تحقيق الولادة العذرية لدى الفئران، وعاشت أنثى فأر واحدة حتى نضجها وأصبحت قادرة على الإنجاب. وقالت الدكتورة لويز جنتل، أستاذة علم الحيوان في جامعة نوتنغهام ترينت: "الإخصاب البكر ممكن نظريا لدى البشر، لكنه يتطلب توفر الطفرات الوراثية نفسها لدى الأفراد". وأضافت: "أُجريت تجارب على الثدييات باستخدام تعديل جيني مباشر لإنتاج أجنة بالإخصاب البكر".وأشار تياغو كامبوس بيريرا، أستاذ علم الوراثة بجامعة ساو باولو بالبرازيل، إلى أن هناك حواجز بيولوجية تمنع الإخصاب البكر لدى البشر، لكن يمكن تجاوزها نظريا عبر مجموعة محددة من الطفرات الجينية.التحديات الأخلاقية والوراثيةحاليا، تحتاج بويضة الإنسان إلى معلومات من الحيوانات المنوية لبدء تكوين الجنين، وهو ما يعرف بالتعديل فوق الجيني. وأوضحت جنتل: "هذه المعلومات توجه البويضة للتطور".ويمكن لتقنيات تحرير الجينات خلق طفرات تسمح بالإخصاب البكر، لكن تطبيقها على البشر يثير أسئلة أخلاقية وقانونية كبيرة.وأوضح البروفيسور بيريرا: "تقنيا ممكن، لكن التطبيق على البشر غير قانوني وغير أخلاقي".وأكد هيرمان ويجن، أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة ساوثامبتون: "الجرذان هي النوع الوحيد الذي جُربت عليه هذه الطريقة بنجاح، ولا أعتقد أن أحدا سيطبقها على البشر بسبب المخاطر الأخلاقية والطبية".المخاطر طويلة المدىكل فرد مولود بالإخصاب البكر هو نسخة جينية متطابقة تماما لأمه، بما في ذلك نوع الجنس، ما يقلل التنوع الوراثي ويزيد خطر الأمراض. وقالت جنتل: "إذا كان أحد أفراد النوع عرضة لمرض ما، فسيكون كل النسل معرضا له، ما قد يؤدي إلى انقراض النوع".ورغم أن الولادة العذراء ليست مستحيلة نظريا لدى البشر، فإن تطبيقها محفوف بالمخاطر الأخلاقية والوراثية. ويؤكد العلماء أن تجنب الإخصاب البكر هو الخيار الأفضل للحفاظ على مستقبل الإنسان والتنوع الجيني للأنواع.المصدر: ديلي ميل