أطلق مئات الموظفين الفيدراليين العاملين في أكثر من 60 وكالة حكومية أمريكية تحذيرا شديد اللهجة إلى الكونغرس، مطالبين بوقف ما وصفوه بتجاوزات البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد موقع "أكسيوس" أن هذه المطالبة جاءت في رسالة مفتوحة تم توزيعها الخميس، تمثل أوسع شكل من الاحتجاج ينبع من داخل الجهاز الإداري للدولة، مما يعكس مستوى غير مسبوق من الاستياء والغضب من السياسات التي تستهدف تقليص التمويل للبحوث العلمية والبرامج الاجتماعية وحجم القوى العاملة.وأكد مقدمو الرسالة في خطابهم على ضرورة كبح جماح البيت الأبيض حتى لو تطلب الأمر الدفع نحو إغلاق الحكومة.رغم أن الإغلاق الحكومي سيحرم كثيرين منهم من رواتبهم، وأن الموقعين بأسمائهم الحقيقية (138 موظفا) يعرضون وظائفهم للخطر بشكل مباشر، إلا أن القائمين على المبادرة أكدوا أن المخاطرة أصبحت ضرورة لحماية المصلحة العامة. وأشاروا إلى أن إدارة ترامب قامت بفصل أو تعليق عمل موظفين سابقين انتقدوا سياستها.وتتركز مطالب الحملة على ثلاثة محاور رئيسية، حيث يطالبون المشرعين بتنفيذها قبل الموعد النهائي لتمرير ميزانية الحكومة في 30 سبتمبر الجاري:1. استعادة التمويل المقطوع للبرامج البحثية والتي قالوا إن تقليصها يعرض الصحة والسلامة العامة للخطر.2. وقف احتجاز الأموال الذي يمارسه البيت الأبيض، حيث يمتنع عن صرف الاعتمادات المالية التي وافق عليها الكونغرس بالفعل، وهو إجراء وصفوه بغير القانوني.3. إعادة الموظفين المفصولين بدون مبرر قانوني، واستعادة الحقوق الكاملة للمنظمات والنقابات العمالية داخل الجهاز الحكومي.وعلى الرغم من تأكيد المنظمين أن حركتهم "تتجاوز السياسة" وتهدف إلى حماية الصحة العامة، إلا أن أول مطالبهم كان استعادة الدعم المالي لبرنامج "أوباما كير" للرعاية الصحية، وهو أحد الرموز الرئيسية لإرث الرئيس الأسبق باراك أوباما وهدف دائم لهجمات الجمهوريين. ما جعل بعض المراقبين يرى أن المطالب، وإن كانت فنية، فإنها تحمل بعدا سياسيا واضحا.من جانبها، تدافع إدارة ترامب عن سياستها، قائلة إن التغييرات التي تطبقها تهدف إلى زيادة كفاءة عمل الحكومة وتقليل الهدر في الإنفاق.المصدر: أكسيوس