ناظورسيتي: محمد العبوسي نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، تظاهرة علمية متميزة بمناسبة اليوم الوطني للمساجد واحتفاءً بذكرى ميلاد نبينا المصطفى صل الله عليه وسلم، تحت إشراف المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق. وقد شهد الحدث حضور رئيس المجلس العلمي الجهوي، العلامة مصطفى بنحمزة، وأصحاب الفضيلة رؤساء المجالس العلمية بالجهة، والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى أعضاء المجالس العلمية، والسيدات العالمات، والأئمة والخطباء والوعاظ، وعدد من المؤمنين والمؤمنات، وذلك أمس الثلاثاء 16 شتنبر الجاري. وكانت التظاهرة قد استُهلت بزيارة تفقدية لورش مسجد العقبة الواقع بمدخل مدينة الناظور، والذي شارفت أشغاله على الانتهاء، على أن يفتح أبوابه قريبًا للمصلين. وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى رئيس المجلس العلمي المحلي، الأستاذ ميمون بريسول، كلمة ترحيبية بالحاضرين، مستعرضًا تاريخ بناء مسجد العقبة والجهود المبذولة من ساكنة الحي وإسهام محسنين في إعادة بنائه. من جانبه تفضل بنحمزة بإلقاء كلمة، مشيدًا من خلالها بالجهود المبذولة في تشييد المساجد واعتبارها واجبًا دينيًا مستمرًا عبر العصور. كما استعرض نماذج من اهتمام النبي صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام بشؤون المساجد وبمن يخدمها، مؤكدًا الدور الريادي للمساجد في التربية وتهذيب الأخلاق وتحقيق الأمن الروحي والإصلاح المجتمعي. وفضلا عن ذلك، انتقل الموكب العلمي والحضور إلى مسجد محمد الخامس، حيث ألقى بنحمزة محاضرة علمية. حيث افتتحت الجلسة بتلاوة جماعية وفردية للقرآن الكريم، ثم رحب رئيس المجلس العلمي المحلي بالحاضرين مستعرضًا برنامج التظاهرة والسياق الرمزي للتظاهرة في المسجد ذاته، الذي يمثل أول مسجد تم بناؤه من طرف الأوقاف بعد الاستقلال، والذي قد وضع حجر أساسه أمير المؤمنين محمد الخامس طيب الله ثراه، وأعيد تجديده وتدشينه عام 2011 من طرف جلالة الملك محمد السادس. و خلال المحاضرة، شدد بنحمزة على ضرورة حفظ الذاكرة التاريخية للمساجد، واستعرض عدة محاور أساسية، منها التأصيل الشرعي للاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، والاهتمام بالسيرة النبوية لدراسة حياة الرسول وصحابته، والرجوع إلى كتب مهمة مثل «الشمائل المحمدية» للترمذي و«محمد: الرسالة والرسول» للدكتور نظمي لوقا. كما قدم مقارنة بين الإسلام والمسيحية، وأبرز ما يميز دين الإسلام من شمولية ورحمة، ومشيرا في الوقت ذاته إلى اهتمام الرسول صل الله عليه وسلم بالشعر والشعراء وكرمهم على إبداعاتهم. واختتمت التظاهرة بقراءة قصيدة شعرية بعنوان «مؤصل العلوم» للشاعر الفقيه عبد الواحد أزحاف، تكريمًا لضيف المينة والمجلس العلمي المحلي مصطفى بنحمزة، الذي أهدى الشاعر تذكرة عمرة تكريمًا له. قبل أن يتكفل أحد المحسنين بإعداد وجبة غداء على شرف الضيوف بعد صلاة الظهر، في ختام هذه التظاهرة العلمية المتميزة.