الشحن السريع له سمعة سيئة، ولكنه ليس السبب الرئيسي لانخفاض عمر بطارية هاتفك. تجدر الإشارة إلى أن هواتف اليوم تُنظّم مدخلات الطاقة، وتراقب درجة حرارتها، وتُعدّل سرعتها لمنع التلف.التلف الحقيقي يأتي من أمر أبسط بكثير: كيفية استخدامك وشحن جهازك يوميًا. هناك ثلاث عادات تُستنزف عمر البطارية أسرع بكثير من المتوقع، وهي جديرة بالمراجعة إذا كنت ترغب في أن يبقى هاتفك في حالة جيدة لسنوات قادمة. _ الشحن طوال الليل، تصرفٌ أشد ضررًا مما يبدو.قليلٌ من العادات الشائعة ترك هاتفك يشحن أثناء نومك. إنه مريح وعملي، ويضمن لك الاستيقاظ ببطارية مشحونة بالكامل، ولكنه أيضًا من أسرع الطرق لتقصير عمر البطارية.عندما يصل الجهاز إلى أقصى سعته، لا يتوقف تمامًا، بل يدخل فيما يُعرف بـ"الشحن البطيء"، وهي عملية يستمر فيها الجهاز بتلقي جرعات صغيرة من الطاقة ليبقى ممتلئًا. هذا الضغط المستمر على الخلايا يُسبب تآكلًا تراكميًا، مما يُترجم مع مرور الوقت إلى عمر بطارية أقصر.المشكلة ليست كهربائية فحسب، بل حرارية أيضًا، فالحرارة المتولدة خلال ساعات الشحن الإضافية تُسرّع التحلل الكيميائي للمكونات الداخلية. حتى لو لم تُلاحظ ارتفاع درجة حرارة الجهاز، فإن البطارية تعاني.أدرجت بعض الشركات المصنعة حلولاً مثل الشحن التكيفي، الذي يوقف عملية الشحن عند 80% ولا يُكملها إلا قبل وقت قصير من فصل هاتفك عن الكهرباء عادةً. هذه طريقة لتقليل تأثير الشحن ليلاً. _ استنزاف البطارية إلى الحد الأدنىالتطرف المعاكس ضارٌ أيضًا: ترك البطارية تصل إلى 2 أو 3٪ قبل توصيلها بالشاحن، إذ يُعرّض القطب الموجب لضغط إضافي، مما يُسرّع تدهورها.كل دورة تفريغ عميق تُقلّل من السعة الإجمالية للبطارية بشكل لا رجعة فيه، تمامًا كما هو الحال في السيارات الكهربائية، حيث أكدت الدراسات أن التشغيل عند حدود الشحن يُسرّع تدهور الخلايا. وهنا تبرز إحدى أبسط التوصيات وأكثرها فائدة: قاعدة 20/80.يتضمن ذلك عدم انخفاض مستوى شحن البطارية عن الحد الأدنى 20%، وفصلها عن الكهرباء عند حوالي 80%. يُقلل الحفاظ على مستوى الشحن في هذا النطاق المتوسط الضغط على المواد الداخلية، ويُطيل عمرها بشكل ملحوظ.تكمن المشكلة في أن العديد من المستخدمين، بدافع العادة أو الإهمال، يستمرون في استخدام هواتفهم حتى يغلقوها أو يبقونها متصلة بالشاحن حتى تصل إلى نسبة شحن 100%. هذا النوع من السلوك لا يُسبب ضررًا فوريًا، ولكنه يُسبب تآكلًا تدريجيًا يُلاحظ بعد بضعة أشهر. - الحفاظ على هاتفك مشحونًا بنسبة 100% لساعات من الممارسات الضارة الأخرى ترك جهازك موصولاً بالكهرباء بعد اكتمال شحنه، سواءً في المكتب أو المنزل. حتى في حال عدم استخدامه، فإن إبقاءه مشحونًا بالكامل لساعات يُسبب ضغطًا داخليًا يُقصّر عمر البطارية.صمّمت بطاريات الليثيوم أيون لأداء أفضل في النطاق المتوسط. يعني الحفاظ على الشحن الكامل لفترات طويلة الحفاظ على جهد ثابت، مما يُسرّع أكسدة المكونات الكيميائية. إنه استنزاف صامت، ولكنه حقيقي جدًا.لذلك، بالإضافة إلى تجنب الشحن طوال الليل، يُنصح بعدم ترك هاتفك موصولاً بالشاحن طوال اليوم دون داعٍ. فشحن الهاتف بفترات قصيرة ومتكررة أفضل للبطارية من دورات شحن كاملة. _ درجة الحرارة، عامل غير مرئي ولكنه حاسمالحرارة والبرودة الشديدتان عدوّان آخران للبطارية، حيث تعمل هذه المكونات بكفاءة بين 10 و43 درجة مئوية. ترك هاتفك في السيارة تحت أشعة الشمس، أو على جهاز التدفئة، أو حتى في بيئة شديدة البرودة يؤثر بشكل مباشر على أدائه ويُسرّع من تدهوره.لهذا السبب، اعتمد المصنعون آليات أمان تُقلل من سرعة الشحن أو تُحدّ من عملياته عندما يصبح الجهاز ساخنًا جدًا. ومع ذلك، تقع المسؤولية الأساسية على عاتق المستخدم؛ فتجنب التعرض لظروف قاسية هو مفتاح الحفاظ على صحة البطارية.لذا، ليس الشحن السريع هو المشكلة؛ إذ يعتمد التآكل والتلف الحقيقي للبطارية على كيفية تعاملك معها يوميًا. تجنّب الشحن طوال الليل، وعدم شحنها بالكامل، وعدم إبقاءها متصلة بالكهرباء لساعات، هي ثلاث خطوات بسيطة تُحدث فرقًا.باتباع هذه العادات، لن يدوم هاتفك لفترة أطول مع بطارية جيدة فحسب، بل ستؤجل أيضًا الحاجة إلى تغيير البطارية. في النهاية، الوقاية بين يديك: عادة جيدة اليوم قد توفر عليك نفقات غير ضرورية.wwww.igli5.com