الخرطوم: مداميكأعلنت هيئة الجمارك بسلطة الأمر الواقع زيادة جديدة في سعر الدولار الجمركي من 2,486 جنيهًا إلى 2,827 جنيهًا، بزيادة قدرها 13.7%وسط مخاوف من الاثار السالبة زيادة معدلات التضخم وزيادة أعباء معيشية من ارتفاع متوقع على أسعار السلع المستوردة ومدخلات الإنتاج.وأكد مراقبون، أن الزيادة سيتضرر منها المواطن البسيط الذي يعاني من الغلاء الطاحن، كما تعاني الأسواق من ركود حاد لان غالبية المواطنين يكادون يشترون رزق اليوم باليوم لتغطية متطلبات الحياة المعيشية.وحذر خبراء اقتصاد ومصرفيون من تبعات القرار واثاره السلبية على السلع الاستهلاكية الأساسية ومدخلات الإنتاج حيث لازالت البلاد تعتمد علي الاستيراد لتغطية متطلبات الاسواق.ويقول الخبير المصرفي عمر سيد احمد، في مقال له حول هذه القضية، إن الدولار الجمركي تحوّل من أداة تنظيمية إلى وسيلة سريعة لتعويض تآكل الإيرادات العامة، مع نقل الكلفة مباشرة إلى المستهلكين.وأشار للزيادت التي طرأت على الدولار الجمركي من مطلع يناير 2025 من 1,700 إلى 2,000 جنيه، ثم توالت الزيادات وصولًا إلى مستواه الحالي. لكن رغم ذلك، لا يزال السعر الجمركي بعيدًا عن سعر السوق الموازية الذي تجاوز 3,700 جنيه. واعتبر ان هذه الفجوة لا تعكس خللًا عابرًا، بل تشير إلى واقع أعمق: الدولة لم تعد تقود سوق الصرف، بل تلاحقه.ولفت الى ان ما يحدث في الاقتصاد هو أقرب إلى إدارة أزمة مالية عبر الجباية، لا سياسة اقتصادية تهدف إلى الاستقرار أو الإصلاح المشكلة ليست في رقم الدولار الجمركي، بل في غياب الأفق الاقتصادي. ودون وقف الحرب وإعادة بناء القاعدة الإنتاجية، ستظل الجمارك أداة جباية لا سياسة إصلاح.وأضاف ان الاقتصاد يعيش واحدة من أسوأ أزماته التاريخي عملة متدهورة، تضخم مرتفع، قاعدة ضريبية منكمشة، ونشاط اقتصادي يتآكل. واشار الى أن الأثر المباشر لرفع الدولار الجمركي يظهر سريعًا في الأسواق. لان السودان يعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد لتغطية احتياجاته الأساسية، ما يعني أن أي زيادة جمركية تنعكس فورًا على أسعار الغذاء والدواء ومدخلات الإنتاج.وذكر انه مع تعطل الإنتاج وتراجع الصادرات، أصبحت الجمارك أحد المصادر القليلة المتاحة للتمويل السريع. غير أن هذا التمويل يُستخدم لتغطية الإنفاق الجاري لا لإعادة بناء الاقتصاد.ويعاني الاقتصاد من أوضاع صعبة في ظل تراجع الإيرادات العامة وزيادة الانفاق علي الحرب المستمرة التي خلفت اثار كارثية على الاقتصاد من تدهور قيمة العملة الوطنية واستمرار الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي، وتراجع صادرات البلاد الزراعية والثروة الحيوانية الامر الذي فاقم مشاكل البطالة والفقر وصار السودان من بلد منتج ال متلق للمساعدات رغم الثروات الضخمة التي يتمتع بها. The post زيادة جديدة في الدولار الجمركي وخبراء يحذورن من آثار سالبة على المواطن appeared first on صحيفة مداميك.