دارفور تُمزقها إبادة جماعية شاملة تمارسها مليشيا الجنجويد… يجب على المجتمع الدولي التدخل فوراً لوقفها

Wait 5 sec.

بقلم: ترايو احمد محمد علي● علي ضحايا هذه الإبادة الجماعية يجب رفع صوت التدخل الدولي عالياً وتسخير كل الأقلام والاتصالات والعلاقات حتى ترتفع دعوة التدخل ويتردد صداها و يسمعها العالم أجمع.● على العالم ألا يتغافل وألا يغمض عينيه عن حقيقة الهندسة العنصرية التي تقودها الجنجويد ضد اثنيات بعينها.● ما يجري اليوم في دارفور ضد القوميات الأفريقية هو امتداد لتكملة ما جرى من إبادة في 2003.● ينبغي تحذير الضحايا من الانزلاق في خطأ تحويل المعركة إلى صراع داخلي. من الضروري تفادي تشتيت الجهود عن المعركة الحقيقية وتجنب ملامة الذات.● علي الضحايا تفادي الوقوع في شرك “الثور الأبيض” الذي قال: “اكلت يوم ان اكل الثور الأسود”.● على ضحايا هذه الإبادة الشاملة أن يعوا جيدا أن “سلاح التدخل الدولي” هو تعزيز وتمكين للمقاومة والمقاطعة الشعبية لردع العبث الجنجويدي.● على العالم، ومن منطلق مسؤولياته أن يفك هذا الصمت غير المبرر وأن يتحرك فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.● علي المجتمع الدولي ان لا يتلكأ في استخدامه للبند السابع حتي لا يفتح الباب لتساؤلات حول ما إذا كان نفسه شريكاً في هذه الجريمة.حتى لحظة كتابة هذه السطور، يرى الجميع بأعينهم ويسمع بأذانهم في كل دقيقة (بل في كل ثانية) تمر، أخباراً عن قتل شخص مسن، أو اغتصاب امرأة، أو فقدان طفل يتيم، أو إعدام أسير، أو حرق قرية، أو استباحة مدينة في كل ربوع دارفور. للأسف، يقابل هذا المشهد تفرج العالم دون أن يحرك ساكناً لإنقاذ الضحايا من هذه الإبادة الشاملة.إن المليشيا المجرمة (الجنجويد) التي تحولت إلى “قوات التأسيس” (او بالأحرى الدعم السريع)، لم تكتفِ بما ارتكبته من جريمة إبادة جماعية ضد أهالي دارفور في عام 2003 و من بعدها، حيث قتلت أكثر من نصف مليون من البشر. لتعود اليوم “بإعادة تدوير الإبادة” ضد أهالي الإقليم من الأصل الإفريقي، والذين عُرفوا بـ “الزرقة” (بما فيهم الفور والزغاوة والمساليت والبرتي والبرقد والداجو والقمر والميدوب… إلخ). كل هذا يحدث في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي!اليوم، وفي ظل هذا الصمت الدولي، تشن مليشيا الجنجويد (المنحدرة من الإثنيات العربية) والمدعومة من دول بعينها بالسلاح الثقيل والمال والإعلام والمسنودة بالمرتزقة الأجانب، حربا شعواء ضد المدنيين في دارفور بأسوأ مما قامت به في عام 2003. بينما العالم يصمت صمت القبور أمام هذا المشهد التراجيدي الذي يسوده العبث الجنجويدي من قتل لمئات الآلاف من المدنيين، واغتصاب لآلاف النساء، وتهجير قسري وتشريد لمئات الآلاف من النازحين واللاجئين، وتدمير شامل للبنية التحتية، ونهب منظم يطال ممتلكات المدنيين، مع وجود مئات المقابر الجماعية في كل بقاع الإقليم، وزغاريد من داعمي جريمة الإبادة الشاملة.على العالم، ومن منطلق مسؤوليته الإنسانية، أن يفك هذا الصمت غير المبرر وأن يتحرك فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.على ضحايا هذه الإبادة أن يرفعوا صوتهم عالياً لمناشدة العالم وتحريك ضميره للتدخل وإيقاف هذه الإبادة الجماعية التي تستهدف تحقيق “استئصال عنصري” و “هندسة ديمغرافية” و عسكرة التعريب ضد إثنيات محددة.إن تلكؤ المجتمع الدولي وعدم استخدامه للبند السابع قد يفتح الباب لتساؤلات حول ما إذا كان العالم شريكاً في هذه الجريمة.هذا التجاهل من قبل المجتمع الدولي لهذه الإبادة “الجنجويدية” الشاملة والمدعومة ضد أهل دارفور من ذوي الأصول الإفريقية يمثل سقوطاً أخلاقياً وتدميراً للمرتكزات الفكرية والسياسية والحقوقية لمبادئ القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية لحقوق الإنسان، ويدوس بالإقدام على مبدأ “لن يتكرر هذا أمام أعيننا” (never again before our eyes).علي ضحايا هذه الكارثة الإنسانية، يجب عليهم الانتباه جيدا ليدركوا ويتعاملوا مع حقيقة أنهم ضحايا جريمة الإبادة الجماعية، ويجب التصرف وفقا لمقتضيات مقاومتها.إنّ ما يجري ضدهم هو اعتداءٌ غاشم مقصودٌ و خطة مرسومة بدقة مع سبق الإصرار من جانب المعتدي، وليس نتيجة استفزازٍ أو خطأٍ في التصرف من طرف الضحايا كما يحاول العدو اشاعته و ترويجه لإغفال الضحايا و تحويل المعركة الي معركة “داخلية” بين الضحايا انفسهم حتي يتعاركوا في مغالطات بيزنطية.هذه لحظة تضافر الجهود وتوجيهها نحو الخصم، وفق ما تمليه مقتضيات و ضرورات المرحلة.”يجب على ضحايا هذه الإبادة الشاملة أن يعوا تماماً أن “سلاح التدخل الدولي” هو تعزيز وتمكين للمقاومة والمقاطعة الشعبية لردع العبث الجنجويدي.لذلك لا بد من إعلاء صوت التدخل عالياً، ولا بد من تسخير كل الأقلام والاتصالات والعلاقات؛ حتى ترتفع دعوة التدخل ويتردد صداها و يسمعها العالم أجمع.يجب علي ضحايا الإبادة الجماعية ان يدكروا أن التدخل الدولي يمثل أداة قوية و رادعٌ فعّال لتعزيز وتقوّية المقاومة و المقاطعة الشعبية لوقف عبث الجنجويد.على القوى المحبة للسلام وجميع الشعوب التي عانت من هذه الجرائم الكارثية التحرك فورا لإظهار التضامن الإنساني لمناصرة ضحايا إبادة الجنجويد عبر إطلاق حملة دولية شاملة و قوية من خلال جمع التوقيعات على أوسع نطاق وتقديم التماسات و عرائض احتجاج إلى حكوماتهم و الي مجلس الأمن الدولي وتنظيم اعتصامات أمام مكاتب الأمم المتحدة لمطالبة المجتمع الدولي و اجباره على التدخل الفوري.دع كل الايادي و الأصوات و المواقف تتحد و تتضامن و تعمل تحت شعار:“نطالب بالتدخل الدولي الفوري لوقف الإبادة الجماعية في دارفور”“We Demand Immediate International Intervention to stop genocide in Darfur”● ترايو احمد محمد عليباريس (فرنسا)The post دارفور تُمزقها إبادة جماعية شاملة تمارسها مليشيا الجنجويد… يجب على المجتمع الدولي التدخل فوراً لوقفها appeared first on صحيفة مداميك.