من جبال الريف إلى قلب روتردام.. أحمد أبو طالب يكشف أسرار رحلته في “البيت”

Wait 5 sec.

ناظورسيتي: علي كراجي قدّم السياسي الهولندي من أصول مغربية، أحمد أبو طالب، عمدة روتردام السابق، كتابه الجديد بعنوان “البيت”، وهو عمل أدبي يسلط الضوء على محطات من حياته الشخصية والمهنية، منذ نشأته في المغرب إلى توليه رئاسة واحدة من أهم المدن الهولندية. ويجمع الكتاب بين السيرة الذاتية والتأملات الفكرية لأبو طالب، حيث يقدم صورة متوازنة عن التحديات التي واجهها في مسار الاندماج والعمل إضافة إلى حياته السياسية، إذ يسترجع في مؤلفه طفولته في قرية بني سيدال بإقليم الناظور، وظروف انتقاله إلى هولندا في سن المراهقة، حيث واجه صعوبات اللغة والتأقلم الاجتماعي. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); ويرى أبوطالب، في “البيت” رمزا مزدوجا للانتماء إلى الوطن الأصلي والمجتمع الجديد، معبّرا عن إيمانه بأن الهوية لا تُبنى بالعزلة بل بالمشاركة الفاعلة في الحياة الجماعية. وخلال حفل تقديم الكتاب، الذي حضرته شخصيات سياسية وثقافية بارزة، شدد أبو طالب على أن “البيت” ليس مجرد مكان للإقامة، بل هو فكرة إنسانية تمثل الأمان والمشترك بين الناس، موضحا أن تجربته في روتردام علمته أن المدينة لا تزدهر إلا عندما يشعر جميع سكانها بأنهم جزء منها، مهما اختلفت أصولهم وخلفياتهم. ويكشف الكتاب جانبا إنسانيا من شخصية أبو طالب، الذي عرف بانضباطه السياسي وصرامته الإدارية، لكنه في الوقت نفسه يحمل تقديرا عميقًا للأدب واللغة والشعر. ومن جهة ثانية ضم “البيت” صورا ووثائق من أرشيف أبو طالب الشخصي، تروي قصصا عن العائلة والاغتراب والعمل العام، بأسلوب بسيط وواقعي بعيد عن المبالغة. وتزامن صدور الكتاب مع نهاية ولاية أبو طالب في عمودية روتردام بعد خمسة عشر عاما من الخدمة، وهي فترة شهدت تحولات اقتصادية واجتماعية هامة. وخلالها، عمل على تعزيز التماسك الاجتماعي ومكافحة التمييز، الأمر الذي جعله ينجح في كسب احترام واسع من فئات مختلفة داخل المجتمع الهولندي، رغم الجدل الذي أثارته بعض مواقفه السياسية. إلى ذلك، يرى مراقبون أن تجربة أحمد أبو طالب تمثل نموذجا ناضجًا للاندماج الإيجابي في أوروبا، دون فقدان الجذور الثقافية، في وقت يبقى فيه المستقبل السياسي للمذكور مفتوحا على احتمالات متعددة، خصوصا مع تزايد الدعوات لترشيحه لمناصب وطنية، في وقت تحتاج فيه هولندا إلى شخصيات قادرة على بناء “بيت” يجمع الجميع تحت سقف العدالة والعيش المشترك.