ناظورسيتي : متابعة من طنجة، اختار عبد الإله بنكيران أن يطل من جديد بوجهه السياسي المعروف بمهارته في ركوب الأمواج، ناسجا على منوال ما فعله قبل 14 عاما حين قدّم نفسه وحزبه كـ"إطفائي" لاحتجاجات 20 فبراير. هذه المرة، يبدو أن الرجل يريد أن يعيد التجربة مع احتجاجات "جيل Z"، لكن الرياح لم تسر كما اشتهى. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وأمام أنصاره يوم الأحد 28 شتنبر، لم يتردد في القول إن حزبه عاد لصدارة المشهد في أقل من أربع سنوات فقط، رغم ما سماه محاولات إضعافه. بنكيران رسم صورة حزبه كآخر أمل للمغاربة، قبل أن يلوّح بخطاب لا يخلو من التهديد حين قال إن المغرب يقف "على الحافة"، مضيفا أنه إذا كان حزبه يسبب إزعاجا فليتم حله ليعود أعضاؤه إلى حياتهم العادية، أو ليقرروا ما يجب فعله لاحقا. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وفي الوقت الذي حاول أن يضع نفسه في موقع "المنقذ"، لم يفوّت الفرصة ليرمي الكرة في مرمى حكومة عزيز أخنوش، محملا إياها مسؤولية الاحتقان الحالي، ومشيرا إلى عجزها في السيطرة على الأوضاع. كما ذكّر كعادته بتحذيراته السابقة من عودة "موجات الربيع العربي". غير أن "جيل Z"، الذي يعرف العالم الرقمي أكثر مما يعرف بنكيران دهاليز السياسة، لم يلتقط رسالته بنفس الجدية. على العكس، ووجِه خطابه بسيل من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرته محاولة بائسة لإحياء دور إطفائي فقد صلاحيته، ومحاولة يائسة لركوب موجة لا تشبه موجة الأمس. مرة أخرى، يظهر بنكيران بقدرة لافتة على ارتداء قبعة "المعارضة" حتى وهو يتحدث باسم حزبٍ جرّب السلطة وخبر حلاوتها ومرارتها. لكن ما لم يدركه على ما يبدو، هو أن جيل اليوم لا يستهلك الخطابات كما استهلكتها أجيال الأمس، وأن السخرية باتت السلاح الأقوى لمواجهة السياسيين الذين يكررون نفس الأسطوانة القديمة.