قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، إن إسرائيل تحولت تحت حكم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو وأحلام “إسرائيل الكبرى”، إلى لاعب مارق.وأضاف أن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومساعيها لضم الضفة الغربية، تشكل مخاطر جسيمة ضمن استراتيجياتها التوسعية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة.وبحسب مصادر دبلوماسية تركية، ترأس فيدان بصفته رئيس مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، اجتماع التنسيق السنوي لوزراء خارجية المنظمة على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80.وفي كلمته الافتتاحية، أشار فيدان أن هناك خطرين أساسيين، أولهما الإبادة في غزة ومساعي إسرائيل لضم الضفة وتهجير الفلسطينيين قسرا، وثانيهما استراتيجيات التوسع وزعزعة الاستقرار التي تهدد أمن المنطقة.وأردف وزير الخارجية التركي: “تحولت إسرائيل، تحت حكم نتنياهو، إلى لاعب مارق أعمتها أحلام ’إسرائيل الكبرى‘”.وأكد أهمية تبني دول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي موقفاً موحداً، وضرورة مواصلة الجهود المشتركة لوقف جميع شحنات السلاح والذخيرة المتجهة إلى إسرائيل.وشدد على ضرورة تعزيز النضال القانوني من خلال ضمان أن تصبح مسارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية “أدوات لإنهاء الإفلات من العقاب”.كما أكد الوزير فيدان أهمية الزخم الذي تحقق مؤخرا نحو الاعتراف بدولة فلسطين من أجل تحقيق عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.وخلال الأيام الماضية، اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، وهي: بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو، ليرتفع الإجمالي بذلك إلى 159 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و549 قتيلا و167 ألفا و518 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.وبيّن فيدان أن استقرار سوريا لا ينفصل عن استقرار المنطقة، وأن وقف الجرائم الإسرائيلية على الأراضي السورية أمر لا يقل أهمية عن غزة، مبينا حاجة الشعب السوري لدعم دول المنظمة خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار.وأشار الوزير التركي إلى تزايد ظاهرة معاداة الإسلام واستمرار الهجمات العنصرية ضد المجتمعات المسلمة، داعيا إلى رد جماعي.وأكد أن ملف قبرص ووضع الأقلية التركية المسلمة في تراقيا الغربية باليونان، يشكلان قضيتين أساسيتين في السياسة الخارجية التركية، داعياً الدول الأعضاء بالمنظمة لدعم الحقوق الأصيلة للقبارصة الأتراك المسلمين، وإقامة اتصالات مباشرة معهم.ولفت فيدان إلى أن الأقلية التركية المسلمة في تراقيا الغربية والجزر الاثنتي عشرة (دوديكانيسيا) تواجه انتهاكات جسيمة تحول دون تمتعها بأبسط الحقوق والحريات.وتعد تراقيا الغربية في اليونان موطنا لأقلية مسلمة تركية يبلغ تعدادها نحو 150 ألف نسمة، وعادة ما يواجهون سياسات التمييز حيث تعتبر السلطات اليونانية أتراك تراقيا الغربية أقلية دينية وليست عرقية.