حرب السودان.. انتهاكات وأوبئة وتأثيرات مدمرة على القطاع الصحي

Wait 5 sec.

مداميك: ندى رمضانيشهد السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة للحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. هذه الحرب أدت إلى تدمير واسع النطاق للنظام الصحي، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات، ونقص حاد في الخدمات الطبية والعلاجية. وتعرضت الكوادر الطبية لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك القتل، الاعتقال، والاختطاف، مما أدى إلى نقص كبير في الكوادر المؤهلة بحسب تقارير اممية واجسام مهنية.ومن خلال هذا التقرير نقف على تأثيرات الحرب على القطاع الصحي في السودان، مع التركيز على معاناة الكوادر الطبية والمرضى، بالاضافة للتمسك بضرورة الاهتمام الإقليمي والدولي لتقديم المساعدات الإنسانية وضمان العدالة للضحايا.وفي خضم ذلك قال تجمع الأطباء الديمقراطيين في بيان تحصلت عليه (مداميك) ان الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب، في السودان ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في تدمير النظام الصحي وانهيار المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات، والنقص المريع في الخدمات الطبية والعلاجية، وتناقص الكوادر الطبية.ودعا البيان المجتمع الإقليمي والدولي لتقديم المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة بالإضافة لمطالبته بتوثيق جرائم القتل والانتهاكات الجسيمة لطرفي الحرب، والمساهمة بالتنسيق مع القطاع القانوني لإعداد الملفات للمحاسبة عبر العدالة الوطنية والدولية.وعطفا على ذلك تمسك تجمع الاطباء الديمقراطيين بضرورة وحدة نقابة الأطباء ممثلة في اللجنة التمهيدية، وجدد التزامه بالمحافظة على ديمقراطيتها واستقلاليتها، وإفشال مخطط فلول النظام السابق لمصادرة حق حرية التنظيم والنشاط النقابي وإعادة إنتاج نقابات زائفة تعبر عن إرادة ومصالح الرأسمالية الطفيلية، الحاضنة الاجتماعية لسلطة الاستبداد والفساد وأمراء الحرب من جهة، ودفاعًا عن ديمقراطية واستقلالية توجهات النقابة وموقفها السياسي الوطني المتوازن المعبر عن إرادة القاعدة العريضة للأطباء.ونادي البيان بضرورة تشكيل أوسع جبهة شعبية لوقف الحرب وتجاوز افرازاتها مؤكدة تسبب الحرب المستمرة وتداعياتها في كارثة إنسانية على القطاع الصحي طالت المرافق والكوادر الصحية، وأدت إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية للرعاية الصحية، ودمرت 80% من المؤسسات الصحية والعلاجية (مستشفيات ومراكز صحية وطبية وعيادات ومعامل).وقال البيان ان الحرب قلصت القدرة في الحصول علي الرعاية الصحية إلى 15% فقط لإجمالي عدد سكان السودان (البالغ 48 مليون نسمة).ومن جهتها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن بين 70% إلى 80% من المرافق الصحية قد تضررت ودمرت كليًا أو جزئيًا، وأصبحت خارج الخدمة، وحوالي 45% في أجزاء أخرى من البلاد بالكاد تعمل أو مغلقة، وأن 60% من مناطق البلاد بلا خدمات صحية وتزايد نقص الخدمات الوقائية و العلاجية والدوائية بسبب تدمير وإغلاق مئات المستودعات وآلاف المختبرات الطبية ومراكز الإمدادات الطبية والمصانع المنتجة للدواء وآلاف الصيدليات، ونبهت الى ان الحصول على خدمات الرعاية الصحية اصبح تحديًا كبيرًا.وارجع بيان تجمع الأطباء تضاعف الكوارث للانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه ونقص مصادر المياه النقية وشح وانعدام الوقود عن المرافق الصحية مما أثر على تدهور وتناقص الخدمات الطبية والوقائية في المستشفيات والمراكز وتعطيل الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، وأجهزة العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلى، بجانب معاناة مرضى الإصابات أو الذين يعتمدون على جلسات المتابعة الدورية من صعوبة الوصول إلى المستشفيات نتيجة تعقيدات الأوضاع الأمنية بسبب القصف والاشتباكات، ونبهت لتزايد معاناة مرضى الامراض المزمنة في تلقى المتابعة الطبية لحالاتهم وانعدام أدويتهم، مما أدى إلى فقدان العديد من الأرواح.وقال ان تدمير وتخريب ونهب سلاسل الإمداد الطبية تسبب في نقص حاد وشح في الإمدادات الطبية والأدوية الأساسية وأدوية الأمراض المزمنة وعرض العشرات من الأطباء والكوادر الطبية للقتل والاعتقال والأسر كاشفا عن توثيق عشرات حالات القتل والتصفية والاختطاف التي طالت الكوادر الطبية، ودلل على ذلك بتقرير اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء التي رصدت مقتل أكثر من( 200) طبيبًا، واختطاف ألعديد ممن لا يُعرف مصيرهم، بجانب تعرض عدد من الطبيبات للاغتصاب.الى ذلك كشف تقرير صادر عن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء عن تعرض مناطق عديدة لانتهاكات جسيمة من طرفي الصراع، شملت القتل، والاختطاف، والاعتقال، والاغتصاب، والتصفية، والإعدامات، بسبب اتهامات بالتعاون مع أحدى اطراف الحرب (الجيش ومليشيا الدعم السريع)، مما أجبر نحو (8) آلاف طبيب، وأعداد مماثلة من الكوادر الطبية، إلى اللجوء والهجرة بحثًا عن الأمان وإيجاد فرص العمل، ما فاقم من نقص الكوادر الطبية المؤهلة والطواقم المتخصصة، ولفت التقرير للاعباء التي تفاقمت على من بقى في الخدمة داخل السودان المتمثلة في ضغوط طول ساعات العمل وكثافة الحالات الحرجة ونقص المعدات والتدهور والنقص المريع في الخدمات الصحية، وتبعًا لذلك تفشت الأمراض والأوبئة وتزايد أعداد الوفيات والنزوح واللجوء.ووفقًا لمتابعات (مداميك) فإن أكثر من (50%) من الأطباء غادروا السودان أو انتقلوا إلى مناطق آمنة نسبيًا داخل البلاد.واكدت المتابعات ان كل ذلك أدى وبشكل مباشر، مع عدم المتابعة من الجهات الرسمية المسؤولة، إلى تفشي حالات وبائية كبيرة من إسهالات مائية وحمى ضنك وكوليرا في عدد كبير من ولايات الخرطوم الجزيرة وشمال وجنوب كردفان والنيل الأبيض وولايات دارفور، أدى بدوره لعدد كبير من الوفيات.وقد ظل الأطباء والكوادر الطبية ظلو يبذلون جهودًا وتضحيات لمواجهة التحديات، رغم استمرار الحرب وشح الموارد وتضييق وملاحقة الأجهزة الأمنية للكوادر الطبية وعرقلة جهود إيصال المساعدات لتلبية الاحتياجات المتزايدة لتعزيز الخدمات الطبية وتقديم الدعم الضروري للمحتاجين. The post حرب السودان.. انتهاكات وأوبئة وتأثيرات مدمرة على القطاع الصحي appeared first on صحيفة مداميك.