الخرطوم: مداميكيشهد القطاع الصحي في السودان تحديات كبيرة بسبب الانهيار والدمار الذي لحق به بسبب الحرب المستمرة، الامر الذي ادى خروج 73 مستشفىً من أصل 80 مستشفىً عن الخدمة نتيجة للتدمير والنهب وتحويل بعض المرافق إلى ثكنات عسكرية، وتضاف الى ذلك جرائم الفساد والتلاعب بادوية المرضى الى جملة المشاكل والتحديات التي يعاني منها القطاع الصحي.ويعاني المرضى بجميع الولايات في الحصول على حصتهم العلاجية، في وقت تتاجر فئة ممن فقدوا ضمائرهم بادوية المنح العلاجية للحصول على أرباح، مما أدى إلى تفشي المحسوبية وصارت الموارد والمنح تُدار وفق الولاءات السياسية والعسكرية، لا وفق المصلحة العامة.وفي هذا الصدد كشفت تقارير سابقة تسخير المساعدات الإنسانية لصالح أطراف معينة أو بيعها في الأسواق السوداء بدلًا من توزيعها على المتضررين.ويرى خبراء ان مواجهة الفساد في ظل الحرب لا يمكن أن تنتظر نهاية النزاع، بل يجب أن تكون جزءًا من أي عملية سلام قادمة. فبدون محاسبة حقيقية للمفسدين، وإصلاح شامل للمؤسسات، وفرض الشفافية، ستظل البلاد تدور في دوامة العنف والانهيار.وقد كشفت وزارة الصحة الاتحادية في السودان عن مخالفات جسيمة في قطاع الإمدادات الطبية بالولاية الشمالية، تضمنت بيع أدوية منحة سعودية مجانية داخل صيدليات عامة، في انتهاك واضح للقوانين التي تحظر الاتجار بالهبات والمساعدات الطبية.وبحسب التقرير الرسمي، فإن فريقًا من المجلس القومي للأدوية والسموم – فرع الولاية الشمالية نفذ زيارة تفتيشية لصيدليات بمحلية دنقلا، أبرزها صيدلية السوق الشعبي، حيث تم ضبط 50 فيالة من مصل العقرب، تبين أنها وصلت من مستشفى شرق النيل بالخرطوم، وتم سحبها لاحقًا.وأشار التقرير إلى أن أدوية المنحة السعودية التي وصلت للولاية الشمالية بقيمة صفرية تم تسعيرها وبيعها، في مخالفة للوائح التي تنص على أن الهبات يجب أن توزع على المستشفيات الحكومية حسب الحوجة، ولا يجوز بيعها تحت أي ظرف.وشملت الزيارة الصيدلية المركزية رقم (1) التابعة للصندوق القومي للإمدادات الطبية، حيث لاحظ الفريق غياب بيانات تشغيل الأدوية وعدم تدوين الأسماء التجارية في الفواتير، ما أثار شكوكًا حول مصدر الأصناف، خاصة أن الفواتير أظهرت تسعيرًا لأدوية منحة يفترض أن تكون مجانية.وأشار التقرير إلى غياب أماكن مخصصة لحفظ الأدوية منتهية الصلاحية، ما أدى إلى صرفها للمرضى جنبًا إلى جنب مع الأدوية السليمة، في ظل نظام إلكتروني يسمح بإصدار فواتير للأدوية المنتهية.وطالب التقرير بتشكيل لجنة تحقيق تضم مدير إدارة الطب العلاجي، ومدير الإدارة العامة للصيدلة والإمداد الدوائي، لمراجعة الفواتير والمخازن، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين.وأشار تقرير لشبكة أطباء السودان ان الوضع الصحي شهد تحسنًا نسبيًا خلال العام 2025، بعودة 34 مستشفىً و214 مستوصفاً للخدمة بولاية الخرطوم بعد عامين من الحرب لكن لازال هناك 46 مستشفىً لا تزال خارج الخدمة، وأن الحاجة ما زالت كبيرة لمزيد من الدعم الفني واللوجستي لإصلاح ما دُمّر، وضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية في مختلف المحليات.وأكدت الشبكة أن الوضع العام في الخرطوم لا يزال هشًا، إذ تتفاوت الخدمات بين المحليات، غير أنّ الجهود المبذولة في إعادة تشغيل المرافق الصحية ساعدت في تحقيق بعض الاستقرار النسبي. ودعت الشبكة إلى مُـواصلة العمل على إعادة التأهيل، وتقديم الدعم اللازم للمرافق الطبية حتى تتمكّن من تلبية احتياجات سكان ولاية الخرطوم في هذه المرحلة الحرجة.وقُدِّرت الخسائر بأكثر من 14 مليار دولار وهذا الامر تسبب في الحاق اثار كارثية علي المرضي والمواطنين ولم يراعي طرفي الصراع الذين يصرون علي الحرب المدمرة مراعاة حقوق المرضي والمواطنين في الحصول علي العلاج اللازم فالحرب المدمرة أدت لتوقف المستشفيات عن العمل بسبب ما أصابها من دمار وخراب وفقدت العديد من المؤسسات الصحية كوادرها الطبية منهم من خرج لخارج البلاد ومنهم من فقد روحه اثناء أداء مهامهم العملية.The post تقرير رسمي يكشف فساد بيع ادوية المنحة السعودية في صيدليات بالشمالية appeared first on صحيفة مداميك.