المستقبل المظلم.. تغير المناخ يهدد البشرية بكوارث بيئية واقتصادية كبرى

Wait 5 sec.

وجدت دراسة جديدة أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى سلسلة من الأزمات، تشمل حرائق واسعة النطاق وأمطارا غزيرة تسبب فيضانات ونقصا في الغذاء، قد تنتهي بانهيار اقتصادي عالمي. ووجد العلماء أن تغير المناخ قد يقلص دخل الفرد عالميا بنسبة تصل إلى 24% بحلول عام 2100. وقال خبراء جامعة كامبريدج: "أظهرت دراستنا أن تغير المناخ يقلل الدخل في جميع الدول، سواء كانت دافئة أو باردة، غنية أو فقيرة".وأضافوا: "سيؤثر ذلك على قطاعات متعددة، بدءا من النقل ووصولا إلى التصنيع والتجزئة، وليس فقط الزراعة والقطاعات المرتبطة بالطبيعة".ودعوا إلى التوقف الفوري عن استخدام الوقود الأحفوري، مؤكدين أن: "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة تغير المناخ وحماية الاقتصاد من مزيد من الخسائر".وأوضحت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل الهواء يحتفظ برطوبة أكبر، ما يزيد من هطول الأمطار ويعزز احتمالات الفيضانات. وسيؤدي ذلك إلى إنفاق مليارات الدولارات لإصلاح الأضرار وبناء أنظمة حماية، فضلا عن تأثيرات سلبية على قطاعات مثل السياحة والزراعة الساحلية.كما أشارت الدراسة إلى أن الاحتباس الحراري، الناتج غالبا عن حرق الوقود الأحفوري، سيقلل المساحات الزراعية بسبب الجفاف، ما يؤثر على الناتج القومي الإجمالي للفرد، وهو مؤشر مهم على مستوى المعيشة. ودرس العلماء تأثير ارتفاع درجات الحرارة بين عامي 2015 و2100 على الناتج المحلي الإجمالي للفرد في 174 دولة، باستخدام نماذج المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة (SSPs) التي وضعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).وأظهرت النتائج أنه إذا استمر ارتفاع الحرارة بمعدل 0.04 درجة مئوية سنويا مع أدنى جهود للتخفيف، سيتراجع الناتج المحلي الإجمالي للفرد عالميا بنسبة 10–11% بحلول عام 2100. أما في أسوأ السيناريوهات، فقد ينخفض الدخل الفردي بنسبة 20–24%.ولفت فريق البحث إلى أن الدول ذات درجات الحرارة المرتفعة والدخل المنخفض قد تواجه خسائر أكبر تتراوح بين 30 و60%، مثل أفغانستان وبنغلاديش وبوركينا فاسو.وأكدت الدراسة على أهمية "تخفيف آثار تغير المناخ" و"تطبيق إجراءات التكيف"، مشددين على الالتزام باتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.وأشاروا إلى أن الحد من ارتفاع الحرارة إلى 0.01 درجة مئوية سنويا قد يحقق مكسبا عالميا في الدخل بنسبة 0.25%.وختم العلماء: "لا دولة بمنأى عن آثار تغير المناخ إذا لم يتم الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. قبل عقد من الزمان كان الاعتقاد السائد أن تغير المناخ مشكلة تخص الدول الحارة فقط، لكننا أظهرنا أن هذا الافتراض غير صحيح".نشرت الدراسة في مجلة PLOS Climate.المصدر: ديلي ميل